لأول مرة بمدينة تولوز مظاهرة حاشدة للجالية الصحراوية + صور
من امام النصب التذكاري لمقاتلين نهر “أوت گارون” بمدينة تولوز عاصمة مقاطعة “ميدي بيرينه” تجمهرت حشود غفيرة من الصحراويين المقيمين بمدينة تولوز وكذا القادمين من مختلف مدن الجوار دون ان ننسى مجموعة من الشباب الجالية المناضل القادمين من مدينة بوردو و إضافة الى المتضامنين الفرنسيين مع القضية الصحراوية، حيث تزينت الساحة بالأعلام الوطنية و اليافطات حيث أصبحت مسرح لصدى الأغاني الثورية كما صدحت حناجر المتظاهرين بترديد مختلف الشعارات الوطنية المطالبة بالحرية و الإستقلال.
وضمن هذه التظاهرة التي أشرفت على تنظيمها جمعية الجالية الصحراوية بمدينة تولوز اجمع المتظاهرين على التعبير عن تضامنهم الا مشروط مع كفاح الشعب الصحراوي و نضاله و كذا ارسال رسالة مؤازرة للمقاتلين الصحراويين المرابطين بجبهات القتال، خاصة بعد العودة للكفاح المسلح إثر خرق الإحتلال المغربي لوقف إطلاق النار من خلال الهجوم الذي شنه جنود مغاربة على متظاهرين مدنيين بالقرب من ثغرة الكركارت غير الشرعية، أمام مرأى ومسمع بعثة “المينورسو” التابعة للأمم المتحدة. والتي لم تحرك أي ساكن أمام هذا الخرق السافر.
كما عبر المتظاهرين عن تنديدهم بالإنتهاكات المختلفة لحقوق الإنسان بالمناطق المحتلة بالصحراء الغربية خاصة في هذه الآونة التي صعدت فيها قوات الاحتلال من إنتهاكاتها بشكل مفرط دون سابق إنذار، إضافة الى التنديد بالأحكام الصورية والمحاكمة الجائرة في حق مجموعة أكديم إزيك والمعتقلين السياسيين بسجون الإحتلال المغربي.
وضمن فعاليات هذه التظاهرة القى السيد “سيد أمحمد أحمد” المكلف بالجالية بفرنسا ودول الشمال كلمة حث من خلالها الجالية الصحراوية على ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية وضرورة التشبث والالتفاف حول الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بإعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي ورائدة كفاحه خاصة في هذا الوقت بالذات التي تتوجه فيه كل الأنظار الى الساحات الأمامية التي يخوض فيها المقاتلين الصحراوية معارك بطولية ضد جنود الإحتلال المغربي المتخندقين خلف أسوار جدار الذل واالعار…
– من جهته رئيس جمعية الجالية الصحراوية بتولوز السيد “خطرة الليلي” أكد ضمن مداخلته بأن هذه التظاهرة تأتي تجاوبا مع الهبة التاريخية للشعب الصحراوي عبر مختلف بقاع العالم، مشدد في ذات السياق بأن الجالية الصحراوية بتولوز مستعدة على قرار مختلف ابناء الشعب الصحراوي للإلتحاق بالصفوف الأمامية ومؤازرة مقاتلي جيش التحرير الوطني، مضيف “أن الشعب الصحراوي كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى “…
◾️ وكذالك من ضمن فعاليات هذه التظاهرة كانت هناك مشاركة وإلقى كلمة من الطرف العمال الفرنسيين كالودونيا الجديدة ..
وفي الختام أصدرت جمعية الجالية الصحراوية بتولوز والحركة التضامنية الفرنسية بيان بهذه المناسبة تم توزيعه على المواطنين الفرنسين وكذا مختلف وسائل الإعلام الفرنسية بمنطقة “ؤوت گارون ، ومن أهم ما جاء فيه :
◾️المطالبة بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، من أجل إجبار المغرب على احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال ، من خلال إجراء الاستفتاء الموعود للصحراويين منذ عام 1991.
◾️ مطالبة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بحماية المدنيين في الأراضي المحتلة بالصحراء الغربية والإفراج عن المعتقلين السياسيين (ولا سيما سجناء مجموعة أكديم إزيك المعتقلين منذ أكثر من 10 سنوات من قبل المحتل المغربي).
◾️ المطالبة بإغلاق ثغرة الكركارات غير القانونية، والتي يقوم الاحتلال المغربي من خلالها بتصدير ثروات الصحراء الغربية المنهوبة، وكذا تسهيل عملية تهريب إنتاجه من المخدرات إلى الأسواق الإفريقية ، وما لذلك من تأثير سلبي ليس فقط على تنمية إفريقيا ، وإنما أيضا التأثير على عملية بناء وتكامل المغرب العربي، إضافة الى التهديد المحدق بالقارة الأوروبية بموجب العلاقات التاريخية والاقتصادية وكذا الموقع الجيو- سياسي لهذه المنطقة .
في المقابل طالب المتظاهرين الحكومة الفرنسية بتحمل نصيبًا من المسؤولية في الوضع الراهن ، و أن تتبنى موقف مشرف يتماشى مع قيم الجمهورية الفرنسية وأن تعمل بجد من أجل إقرار السلام و تكريس وتشجيع حق الشعوب في تقرير المصير .
– كما شجبوا تواطؤ الاتحاد الأوروبي مع الاحتلال المغربي، من خلال التصديق على اتفاقية التجارة التي تشمل الأراض المحتلة بالصحراء الغربية ، والتي يسعى المغرب من خلالها لتمويل حربه ضد الصحراويين، بالرغم من قرارات محكمة العدل الأوروبية التي تنص على أن المغرب والصحراء الغربية كيانان مختلفان ومنفصلان.
مراسلة: سيد ابراهيم عبد العزيز .