المغرب يعاني دبلوماسيا مع ترامب
بقلم السيد حمدي يحظيه
يعاني المغرب وملكه، دبلوماسيا، معاناة مريرة وموجعة للرأس والاضراس مع ترامب. معاناة تشبه معاناة الثعلب مع الأسد كلما التقيا في الغابة. فترامب يحتقر هذا الملك الى درجة يتمنى أن يصفعه كلما التقى معه، وينزعج أكثر من المضيفين حين يجلسونه- وهو رئيس امريكا- مع هذا الكائن في صف واحد. كانت حادثة المنصة في باريس سنة 2018م، بمناسبة ذكرى نهاية الحرب العالمية الأولى، هي نقطة البداية . دفع ملك المغرب ثمنا باهضا جراء جلوسه في الصف الأول، مع الكبار، فظهر مرتبكا وغير منسجم الملامح ولا الحركات. حاول، وهذا حقه، أن يكون اسدا فتحول الى كائن اخر.. كان تواجده، في الصف الأول، مثل تواجد قط منفوخ مبلل من التبن بين الأسود. عكست نظرة ترامب إلى ملك المخزن في تلك المنصة كل ما يوجد في صدره من احتقار واشمئزاز . وتحول الاحتقار إلى إذلال حينما نشر ترامب تغريدته قائلا بسخرية مريرة أنه التقى ” بات مان”(الخفاش ) وتحتها وضع صورة ملك المخزن. لا توجد سخرية أكثر من تلك.
في نيورك وواشنطن لا تثق أجهزة الدولة الأمريكية في الدبلوماسية المغربية، وتعاملها وتتعامل معها بحذر. فبعد شكوك حامت حول البعثة المغربية في نيورك وتعاملها المريب سنة 2015م تم اكتشاف ان عمر هلال سفير المغرب يزور الوثائق ويرشي الموظفين لمساعدته في قضية الصحراء الغربية. ولم يمض وقت طويل حتى تم طرد السفير عبد السلام جايعدي من الولايات المتحدة سنة 2018م بعد أن ورد اسمه في لائحة اتهام كرئيس عصابة تتاجر بالبشر.
ورغم أن ترامب كان قد أبدى انزعاجه واشمئزازه من ملك المغرب إلا أن هذا الأخير عور العين وهو يضع عليها الكحل: عين، امرأة، قريبة له من العائلة المالكة سنة 2017م سفيرة له لدى ترامب. كانت هذه الحادثة كفيلة بجعل ترامب يسخر أكثر ويبصق على الأرض.
وحتى يعاقبه على غبائه وقلة حيلته السياسية رفض ترامب تعيين أي سفير امريكي له في الرباط. سفارة أمريكا الآن في الرباط بلا سفير منذ مجيء ترامب. في الاعراف الدبلوماسية اذا لم يتم تعيين سفير خلال سنة في بلد ما يتم فهم ذلك، تلقائيا، أن العلاقات مجمدة مع ذلك البلد. ورغم زيارات وزير خارجية المغرب لواشنطن مرات عديدة إلا أنه عاد بهدايا من بزار الصين الرخيص فقط.
وزاد ترامب إذلال الملك المغربي مرتين في الآونة الأخيرة: في المرة الأولى بعث له كوشنير مستشاره يطلب منه الحضور إلى قمة البحرين دون نقاش؛ والثانية حين بعث له رسالة يلح له فيها على اتفاق التجارة بين البلدين، وهو الاتفاق الذي لا يشمل الصحراء الغربية.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدى يحظيه