اوراق العمالة تحترق
عندما تحترق اوراق العمالة يُسْعر العميل بلهيبها ويُكوى سيده بجمرها، وحين ينطفئ الجمر ويتفحم، تطحنه رحى المتصارعين ويمزج بدم الضحايا ويصنع منه مداد يرسم معالم العلاقة مع الخصم المنتصر. وحين يتمرد العميل على سيده فإن السيد اصبح غير قادر على التحكم ، فإما ان يمسكه ويحسن تأديبه او يتخلص منه . فإذا كان هذا هو حال العمالة عامة فما هو موقع النظام المغربي المتعفن من ذلك؟، إن حقيقة نظام المخزن في المغرب هي انه صنيع فرنسا حين حولته بكل دهاء من حالة حماية الى وصاية و اوهمت المغاربة انها اعطتهم استقلالا، في حين ان فرنسا لا تزال تتحكم في شؤونه المغرب السياسية والاقتصادية بنسبة 80% بينما يمتلئ عملاء الاستعمار في المغرب الاقصى جهلا وغرورا ويحلموا “حَلْمْ آهْمَيْشْ” حين يرون دخان اوراقهم تحترق ويظنونها تباخير . فبين حقيقة المخزن الضعيف المتفكك وسياسة الجهل والغرور يبني العثماني وسيده م6 استراتجية وهنٍ غير موفقة تريهم حقيقتهم المخجلة وتغيظ سادتهم ، وتدخلهم في نفق لا مخرج منه الا بألايادي الفرنسية لانها هي التي شقت تلك الانفاق وتعرف كل مخارجها و”مفالكها”، حتى لا يصل الاحتكاك المولد للحرارة الدرجة التي لا تتحملها اوراق العمالة فتحترق.
بقلم: محمد فاضل محمد اسماعيل obrero