مساهمة المرأة الصحراوية في بناء مؤسسات الدولة الصحراوية
لطالما كانت المرأة رمزاً للتضحية و المثابرة في كافة أصقاع العالم فهي نصف المجتمع و المُربية لنصفه الأخر .
هذا بشكلٍ عام فكيف إذا تعلق الأمر بالمرأة الصحراوية التي كابدت ويلات الإستعمار منذ عقودٍ مضت و لا تزال تحت وطأته إلى يومنا هذا لأنه لا يخفى على أحد الظروف التي تُقاسيها المرأة الصحراوية من لجوءٍ و نزوحٍ و حِرمان من أبسط الحقوق و أهمها ألا وهو الحق في الحرية و تقرير المصير، لكن و برغم كل هذا إلا أن المرأة الصحراوية لم تستسلم يوماً للأمر الواقع و لم ترضخ لصعوبة الظروف ، بل قاومت المآسي بكل ما أوتيت من قوة حتى أصبحت مثالاً يُحتذى به في الصلابة و قهرِ الصِعاب ، فقد ساهمت المرأة الصحراوية و بصورة فعالةٍ جداً في بناء مؤسسات الدولة الصحراوية سواء كان ذلك البناء مادياً ملموساً على أرض الواقع كمشاركتها في الأعمال اليدوية المتمثلة في بناء مقرات مختلف المؤسسات من مدارس و مستوصفات و دور حضانة و غيرها الكثير، فجُل هاته المؤسسات التي نعيش اليوم في ظلها بُنيت بسواعد نساءٍ صحراوياتٍ آثرنَ التضحية في سبيل الله من أجل بناء مؤسسات الدولة و فضلنها على أنفسهن و راحتهن الشخصية، كما أن للمرأة الصحراوية دوراً بارزاً في البناء الدبلوماسي و العملي لمختلف مؤسسات الدولة ، و خيرُ دليل على ذلك الحضور المُعتبر الذي تحظى به المرأة الصحراوية في شتى مجالات العمل الدبلوماسي و المؤسساتي بشكلٍ عام فهي حاضرة و بقوة في المجلس الوطني الصحراوي كما تتواجد في المؤسسات التعليمية و الصحية و الإجتماعية و غيرها من مؤسسات الدولة.
و لا أدل على الأهمية الكبرى و المكانة المرموقة التي تحتلها المرأة الصحراوية في مجتمعها و في بناء مؤسساته من وجود هيئة وطنية لها وزنها و إعتبارها بين هيئات الدول الأخرى متمثلة في الإتحاد الوطني للمرأة الصحراوية، فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الدور المحوري و الأساسي الذي تقوم به المرأة الصحراوية في بناء مؤسسات الدولة الصحراوية و الذي من شأنه تحقيق الهدف المنشود و المسعى المطلوب ألا و هو الإستقلال التام على كامل تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
بقلم رئيسة قسم العمل المؤسساتي بالإتحاد الوطني للمرأة الصحراوية : محجوبة محمد صالح