ببالغ الحزن والأسى، وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقت رابطة الصحفيين والكتاب الصحراويين باوروبا ، نبا و فاة عضوها المتميز والمناضل الكبير محمد سالم بشرايا بعد صراع مع المرض .
إن رحيل هذه القامة النادرة في الأخلاق العالية والوفاء الدائم للقضية الوطنية عن الساحة الإعلامية الصحراوية ، لفاجعة ورزية في شخصية عظيمة كان لها الفضل وعظيم الأثر في التأسيس لمؤسسة إعلامية صحراوية واكبت مسيرة النضال والمقاومة بإمكانيات بسيطة وعزيمة منقطعة النظير ، لقد تميز محمد سالم بشرايا بدماثة الاخلاق والبساطة في التعامل والتواضع والجدية في العمل وفوق ذلك كله بثقافة واسعة وإخلاص بلا مثيل .
لقد ترك الراحل بصمات واضحة وثمينة عبر أثير الإذاعة الوطنية نذكر منها لا للحصر برامج “لقاء المواطنين ، بطولات وامجاد، الصحراء ماتنباع …” إضافة الى رؤيته الثاقبة في التحاليل وقدرته المتميزة في إعداد التعاليق السياسية وبراعته في التغطيات الاعلامية ، علاوة على خبرته في مواجهة دعاية الاحتلال وبراعته في استنهاض الهمم وتوعية الرأي العام بالمحاذير والمخاطر المحدقة.
فكل من يعرف الدكتور لا يمكن إلا أن يصفه بالمناضل الصلد الذي تشهد له الساحة الوطنية بالكثير من العمل الجليل والإسهام الهام في معركة التحرير والبناء وفي مختلف الميادين وخاصة الحقلين الإعلامي والحقوقي .
الدكتور محمد سالم بشرايا هو فارس من فرسان القضية الوطنية ، كان بحرا متدفقا من القيم العالية بل ومدرسة زاخرة بالعطاء الممتد طيلة حياته المهنية ، فكان بالفعل صاحب منهج قويم في الإعلام ، حيث إعتمد المهنية والحرفية والأخلاق والعمق في الطرح مع بساطة العبارة ، وهكذا ظل وفيا لنهجه ولعهد الشهداء إلى أن وافاه الأجل المحتوم .
إن رابطة الصحفيين والكتاب الصحراويين باوروبا وعلى إثر هذا المُصاب الجلل ، لتتقدم إلى عائلة الفقيد و إلى الأسرة الإعلامية الصحراوية و من خلالها إلى كافة أفراد الشعب الصحراوي بأحر التعازي والمُواساة، راجية من المولى عز وجل أن يتغمدهُ برحمته الواسعة وأن يُسكنه فسيح جناته مع النبئين والشهداء والصديقين والصالحين، وأن يُلهم أهله وذويه وكل معارفه جميل الصبر والسلوان .
إنا لله وإنا إليه راجعون.