قال ملك الإحتلال محمد السادس في خطابه قبل الماضي أن ” قضية الصحراء هي المنظار الذي أصبح المغرب ينظر به للعالم ” ، وهو خطاب وصفه الكثير من المغاربة أنه بمثابة ” الإعلان عن مرحلة قوة لديبلوماسية المغرب ” حسب زعمهم .
وكمؤشر على تنزيل التوجه الجديد لديبلوماسية المغرب بعد خطاب ملك ، استدعت الرباط سفيرها من العاصمة التونسية تونس بعد استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد للرئيس الصحراوي خلال قمة تيكاد ، وهي خطوة قدمها الاعلام المغربي أنها تعكس تطبيقا للتوجهات الجديدة لدار المخزن ديبلوماسياً.
وادعى عدد من ” المحللين ” المغاربة أن المغرب “قوة إقليمية قادرة على الضغط في هذا الاتجاه ” ، وبالمقابل شكك خبراء في الشأن المغربي من قدرة المغرب على الاستمرار في هذا النهج بسبب ضعفه الداخلي و الاقتصادي ، مستحضرين المثل القائل ” حين ينجلي الغبار ستعرف أفرس تحتك أم حمار” .
ومن إن إنجلى غبار الازمة التونسية المغربية حتى غاب المنظار السحري الذي أعلن عنه ملك الإحتلال ، حيث تراجع الرئيس الكيني ويليام روتو عن تغريدته التي قدمها لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ، وأكدت الخارجية الكينية قوة علاقاتها بالجمهورية الصحراوية ، ولم نرى أي ردة فعلٍ من الرباط كما فعلت مع تونس .
وبعد كينيا ، التزمت الرباط الصمت ولم تسحب سفيرها من أنغولا ، خاصة بعد استقبال الرئيس الصحراوي رسميا في مراسيم تنصيب الرئيس الانغولي الجديد ، حتى أن رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش كان حاضراً في نفس المراسيم التي حضرها ابراهيم غالي .
وتعليقا على هذه التطورات ، حاول بعض ” المحللين ” المغاربة تغطية الشمس بالغربال قائلين أن المعنين ب ” المنظار ” هي الدول المجاورة للمغرب والتي تربطها بالرباط علاقات اقتصادية و تاريخية ، ولكن هذا التبرير لم يصمد طويلا ، حيث استقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني قبل أيامٍ وفداً يمثل الجمهورية الصحراوية يقوده وزير الداخلية ، وهو استقبال رسمي تناولته وكالة الانباء الرسمية الموريتانية بخطاب واضح يؤكد زيارة وفد دولة صديقة تعترف بها موريتانيا رسميا ، وهنا غاب من جديد منظار ملك المغرب .
واستمر غياب منظار ملك المغرب ، وهذه المرة غاب عن بريتوريا التي توجد فيها سفارة المملكة المغربية ، حيث خصص الرئيس الجنوب إفريقي اليوم استقبالا رسميا لوفد سياسي و عسكري يقوده الرئيس ابراهيم غالي ، وهي زيارة وُصفت “بزيارة الدولة ” ، ولازال المغرب الرسمي يلتزم الصمت و يتألم في صمت .
بقلم : مبارك سيدأحمد مامين .