كتاب وآراء
تساؤلات في ما وراء تصريحات الريسوني
إن ما أدلى به الريسوني من تصريحات إستعمارية توسعية ، مست حدود وكرامة الشعوب المغاربية الثلاثة ( الجزائر ، موريتانيا والصحراء الغربية) يجعلنا نخمن في القصد من وراء هذه التصريحات ونطرح الأسئلة التالية:
ألا ترون أن هناك علاقة بين هذه التصريحات العدائية خاصة تجاه الجزائر وبين الحرائق التي إندلعت يوم 2202/08/16 وشملت في اليوم الموالي العديد من الولايات الشرقية الجزائرية في آن واحد ، ما شكل عبأ كبيرا في إخمادها ؟
ألا يمكن أن يفسر ما قاله الريسوني بخصوص الزحف على مدينة تندوف بأنه إشارة واضحة لإشعال النيران في ظرف واحد للزحف على هذه الولايات الجزائرية ؟
ألا يمكن أن يفسر نكران الريسوني لوجود موريتانيا بأنه كان ذر للرماد في العيون ولفت للإنتباه عما سيحدث وحدث فعلا في الجزائر من خلال هذه الحرائق المتزامنة ؟
ثم ومن وراء هذا كله ، ألا يمكن أن يكون الريسوني مأمور من طرف نظام المخزن لأداء هذا الدور ، من أجل شغل الرأي العام المغربي أيضا عن واقعه المزري وعما يعانيه من أزمات إجتماعية واقتصادية حادة ؟
ألا تعد ثورة الشارع في المغرب ضد تطبيع النظام المغربي للعلاقات مع إسرائيل وخيانته الكبرى للشعب الفلسطيني في وضح النهار خطرا على الملكية في المغرب ، وبالتالي كان لا بد من النيل ممن يتعاطفون مع الشعب المغربي في هذا التوجه وعلى رأسهم الجزائر طبعا ؟
هي أسئلة وتحاليل واردة ولها ما يدعمها في تصريحات الريسوني التي وقعت على إثرها هذه الحرائق في الجزائر ، وخاصة في ظل السكوت الرسمي المغربي على هذه التصريحات الداعية إلى الفتنة والخراب ، ونحن نتذكر خطابات الملك محمد السادس التي تعهد فيها بأن الجزائر لن يأتيها الشر من المغرب ، ونتذكر أيضا تحذيره للمغاربة من التطاول على إخوانهم الجزائريين .
إذن لماذا هذا السكوت الرسمي المغربي وخاصة من طرف القصر على تصريحات الريسوني الخطيرة والمشبوهة في آن واحد ؟
ثم وبنظرة إستشرافية للمستقبل ، أليست تصريحات الريسوني وما يحدث الآن في الجزائر من حرائق هو مقدمة لما تحيكه المملكة المغربية والكيان الإسرائيلي معا لمنطقة شمال غرب إفريقيا وتحديدا للجزائر العدو اللدود لإسرائيل ، والتي سبق وأن وصفها القنصل المغربي في وهران بدوره بالدولة العدوة ؟
لا شك في إن تصريحات الريسوني الخارجة عن الملة والدين تحمل في ثناياها الكثير والكثير من القراءات التي أساسها الحقد الدفين والخبث الشنيع الذي ينتهجه النظام المغربي ضد الجزائر منذ إستقلالها ، وضد المنطقة المغاربية الجانحة إلى التكامل والتعاون والسلام ، والأيام القادمة ستثبت لا محالة أن أواصر التطبيع المغربي الإسرائيلي لا حدود لها وستتلاعب بكل الأعراف والقوانين ومواثيق الشرعية الدولية تماما كما يحدث في فلسطين من تجاوزات وإنتهاكات يندى لها الجبين ، ولذلك أصبح من الواجب على شعوب المغرب العربي الوقوف إلى جانب ثورة الشعب المغربي المقهور ضد نظام المخزن الطاغي ، ودعمها خدمة للمصير المشترك الذي يحقق أمال وطموحات شعوب المنطقة في التكامل والرقي والازدهار .
بقلم : محمد حسنة الطالب