بيان بمناسبة اليوم العالمي للبيئة + فيديو: الطاقة المتجددة ليست خضراء تماما.. لا تصدقوا الاحتلال المغربي
يحاول الاحتلال المغربي التسويق لنفسه كبلد رائد في الطاقة المتجددة، ورغم أنه يعتمد بشكل كبير على احتلاله العسكري لأجزاء من الصحراء الغربية، في بناء هذه الصورة، حيث تبلغ القدرة الإنتاجية للطاقة الريحية مثلا 47% من إجمالي المشاريع المغربية، إلا أنه يخفي خلف هذه “الريادة” عداوة واستهتارا خطيرا بالبيئة في المناطق المحتلة.
يظهر ذلك بشكل جلي في إنشاء محطة حرارية مثيرة للجدل منذ سنة 2016، إلى جانب المحطة القديمة، بالعيون المحتلة، وتعمل هاتين المحطتين بالفيول الثقيل. إن مما يثير القلق بخصوص هذه المحطة أنها ظلت تجوب لخمس سنوات مدن المغرب، التي رفض سكانها إنشاءها، وضغط ممثلوها في البرلمان استجابة لهم، وفي النهاية تم إنجاز المشروع في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، ومن مبررات وزير الطاقة المغربي آنذاك، أن الرياح ستعمل على إبعاد الانبعاثات السامة من المحطة بعيدا عن المدينة. ورغم أنه دفتر التحملات الخاص بالمحطة يشير إلى أنها مخصصة للاشتغال وقت الذروة فقط ولساعتين، فإنها تشتغل على مدار الساعة، دون توقف. وقد وثقت الجمعية الأدخنة تنبعث منها قبيل ساعات من حلول هذا اليوم العالمي المخصص للبيئة. (أنظر الفيديو المرفق مع البيان)
تورطت شركة MAN & DIESEL الألمانية في بناء المحطة، في خرق سافر للقانون الدولي، ورغم النداءات المتكررة من المجتمع المدني الصحراوي الداعية لإيقاف المشروع تم إنجازه في صمت، وبدأت المحطة في نفث أول سمومها سنة 2016. وقد وثقت جمعية مراقبة الثروات وحماية البيئة الظروف السيئة لنقل وقود المحطة.
يأتي إنشاء هذه المحطة الخطيرة على حياة الإنسان الصحراوي وحتى المستوطن المغربي، في ظل إطلاق العديد من المشاريع لإنتاج الطاقة المتجددة في المناطق المحتلة منذ 2012، وهنا يثار سؤال جوهري، بعيدا عن عدم شرعية هذه المشاريع، ما مصير هذه الطاقة؟ أظهرت بعض التحريات التي قمنا بها إلى أن هذه الطاقة المنتجة توجه أساسا للبيع، حيث تباع للمصانع الكبرى في المدن المغربية، ونحن نخشى أنه قد يتم تصديرها إلى بريطانيا في إطار مشروع الربط البحري الذي أطلقه الاحتلال منذ مدة.
إن الدلائل المتوفرة تشير كلها إلى أن الاحتلال المغربي هو العدو الأول للبيئة في الصحراء الغربية، فنهب الثروات يتم في ظروف جد خطيرة، بدءا بالاستنزاف الخطير للثروات غير المتجددة وانتهاء بتدمير الأوساط الطبيعية سواء للأحياء البحرية أو البرية، كما ان جدار الذل والعار الذي يقسم شعب وأرض الصحراء الغربية، يمثل إلى جانب كونه أكبر قنبلة في العالم تحتوي ملايين الألغام، ساهم في تدمير وجرف الأشجار الصحراوية التي كانت تمثل وسطا طبيعيا للكثير من أنواع الحيوانات التي يهددها اليوم الانقراض في ظل أربع عقود من الاحتلال والنهب والتدمير.
إننا من داخل الجمعية نذكر الأمم المتحدة بمسؤولياتها تجاه الشعب الصحراوي ونطالبها بالتدخل العاجل والفوري لإنهاء معاناته، وندين في الوقت نفسه تورط عشرات الشركات في مساعدة الاحتلال على تدمير البيئة في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، ونطالبها بالانسحاب الفوري وتحمل مسؤولياتها القانونية.
عن المكتب التنفيذي لجمعية مراقبة الثروات وحماية البيئة بالصحراء الغربية AREN
6 يونيو 2022- العيون المحتل