إن التقاعس عن تطبيق الشرعية الدولية وإخفاق الأمم المتحدة في الوفاء بتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية شجع المحتل المغربي المدعوم من فرنسا في مجلس الأمن علي التعنت والتملص من كل التزاماته الدولية. وما اختراقه لوقف اطلاق النار وعدوانه العسكري علي المتظاهرين الصحراويين العزل امام اعين البعثة الأممية “المينورسو” في الكركارات، 13 نوفمبر 2020 إلا اكبر دليل علي ذلك.
لقد تسبب خرق المغرب لوقف اطلاق النار في نسف مخطط السلام والعودة الي الحرب. ومند ذلك التاريخ كثف من تواجد قواته العسكرية وشبه العسكرية في الصحراء الغربية المحتلة ووجد في ذلك ذريعة وغطاء لتوظيفها في حصاره للمناطق المحتلة الصحراوية لممارسة المزيد من القمع الممنهج ضد المدنيين الصحراويين، وخاصة المدافعين عن حقوق الانسان والصحفيين والمعتقلين السياسيين الصحراويين بسبب مقاومتهم للاحتلال واستمرارهم في المطالبة بتقرير مصير الشعب الصحراوي و استقلاله.
ونذكر من بين تلك الانتهاكات محاصرة ومداهمة منزل المناضلة والمدافعة عن حقوق الانسان سلطانة خيا وعائلتها وما تعرضت له من شتى أنواع التضييق والتنكيل. فصور وفيديوهات الاعتداءات الجسدية والتهديدات بالقتل وتعذيب والتحرش الجنسي وغيره من الأعمال الانتقامية المتكررة ضدها هي وعائلتها أصبحت منتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي، وبين ايدي المنظمات الدولية المدافعة حقوق الانسان.
ان جمعيات الجالية الصحراوية بفرنسا ودول الشمال تتابع بقلق كبير كل تلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وخروقات القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية وعليه فاننا :
- نندد ونستنكر ما تتعرض له الناشطة سلطانة خيا وعائلتها الموجودة رهن الإقامة الجبرية منذ سنة، ونشيد بصمودها امام غطرسة الاحتلال ونثمن رسائل التحدي القوية التي تبعثها سواء للمحتل أو للعالم، بتمسك الشعب الصحراوي بفرض خياره الوطني في الحرية والاستقلال
- نجدد تضامنا مع جماهير شعبنا في الأرض المحتلة، التي تناضل بشكل سلمي من أجل حقوقها المشروعة ونطالب بحماية المدنيين وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية.
- نعلن عن انضمامنا الي الحملة الوطنية والدولية من اجل حماية المدافعة الصحراوية عن حقوق الانسان سلطانة خيا وعائلتها، وندعو لجنة الصليب الاحمر الدولي وكل المنظمات الدولية والهيئات الحقوقية المدافعة عن حقوق الإنسان الي التدخل السريع لفتح المنطقة امام المراقبين الدوليين والصحافة للوقوف علي حقيقة ما يجري ووضع حد لما يتعرض له شعبنا من حصار وقمع وترهيب علي يد قوات الاحتلال المغربي.
الجالية الصحراوية بفرنسا ودول الشمال
باريس، 18 نوفمبر 2021
