أنبوب الغاز الجزائري المار من المغرب من مشروع تعاون الى وسيلة ابتزاز…
حمدي حمودي
توج القبول الصحراوي-المغربي 1991 بإجراء الاستفتاء بإشراف الأمم المتحدة متمثلة في بعثة المينورصو بتوقيت 6 أشهر وترتيبات ذلك وتعهداته الذي كان الرابح الكبير فيه هو المغرب كدولة والجمهورية الصحراوية.
وأعدت الجزائر الكثير من عوامل التشجيع المسبقة والآنية والمستقبلية التي من بينها مد أنبوب غاز عبر المغرب نحو أوروبا.
كان للمغرب نصيبه من الغاز في الأنبوب لتغذيته بالطاقة التي لا يمكن أن تتم تنمية دونها. وكبادر لحسن نية مع الأشقاء.
لكن الاستراتيجية الجزائرية كانت أكثر بعدا فقد كان ذلك تشجيعا للملك في السير قدما نحو علاقات بينية توجت في المغرب العربي الكبير الذي كانت الجزائر تريد بث الروح الحقيقية في المغرب الذي يشكو الفقر والحاجة التي دفعته أصلا كجزء من دوافع كثيرة الى التآمر لاحتلال الصحراء الغربية وإحداث المشاكل مع الجيران ليبيا والجزائر وموريتانيا وحتى مع الأمة العربية والإسلامية لاحقا في صفقات مع الكيان الصهيوني يعرف ذلك كل القادة العرب أنداك وتخفى عن الشعوب العربية حينها : من مخابرات واجتماعات ومؤامرات وغيرها. وليس هذا باب للتفصيل فيها ولكن نتيجتها هي التطبيع الذي نراه اليوم.
كانت الجزائر تريد من المغرب أن يكون وسيطا مستفيدا غير أن القرار المغربي كان في يد سيدته فرنسا التي تحاول الإبقاء على أي تكتلات في افريقيا ضعيفة هزيلة كي تستغل أكثر وقت تلك الخيرات الضخمة.
واستغل المغرب الامر لتفكيك الخطة المغاربية فلم توقع على اتفاقيات المغرب العربي الا ببنود قليلة.
أما العهود والمواثيق والتوقيتات في قضية الشعب الصحراوي والمشروع الإفريقي فقد حول الى مجلس الأمن ليظل تحت رحمة الفيتو الفرنسي.
الغاز الجزائري استغله المغرب للي حبال الطاقة حول عنق اسبانيا التي كانت في نهضة غير مسبوقة تحتاج فيها الى كميات ضخمة من الطاقة من خلال شركاتها وشبكاتها الذي بدل أن يقوم بشكر الجزائر استغل ماله من اجل المصالح الابتزازية المعادية الضيقة وصار ورقة ضغط مغربية على اسبانيا ويكاد يكون لي ذراع مستمر على الطرف الاسباني والجزائري.
ظل المغرب يخوف اسبانيا بقطع الغاز كورقة تهديد في وجه خاصة أن الحكم ملكي وقراراته من شخص وحيد في يده الكلمة الأولى والاخيرة وبعيد عن العهود والمواثيق وغيره.
وكان ليا لذراع الجزائر خاصة زمن سنوات الجمر وابتزازها خزينتها فارغة.
وهكذا استمر الأمر تباعا كما فعل مع الفسفات الذي يضخه ليل نهار الى اسبانيا والبرتغال بأسعار زهيدة فالسارق بأي سعر باع فهو رابح.
محاولة فكرة الابتزاز اتسعت وآخرها هو محاولة توريط الاتحاد الأوروبي في كسر القوانين الدولية وأن يكون شريكا في النهب وليصير لاحقا جزء من خطة الابتزاز.
وهكذا ظلت نظرة فرنسا هو تقوية المغرب ليستطيع تفكيك أي قوة للتضامن الإفريقي أو العربي الذي في النهاية سيؤدي الى فقدانها مصالحها التي تبنى على فرق تسد.
اليوم الحبل السري الذي كان يربط إسبانيا وهيأت له الاستثمارات الضخمة سيتحول الى الجزائر بشكل مباشر. وستكون شبكة الطاقة الاسبانية مربوطة مباشرة بين البائع والمشتري دون دخول الوسيط الذي كان يبتز الجانبين وكان يقوم بدورة الخدمات التي لم يعد لها في الخطة الجزائرية-الاسبانية مكان.
ما هو مصير الأنبوب المغربي؟ إنه سيبقى في حال تحسن العلاقات الجزائرية-المغربية ولكن بعد أن تجف جذور وشرايين الربط بين المغرب وإسبانيا وتصدأ وتتحول الى أنابيب مياه أو ممرات الفئران فلا أمل في تغير أسلوب المخزن وسيظل تابعا لفرنسا.