كتاب وآراء
* الصواب في نهج الاجداد سبيل الاحفاد :
ان الميزة الاساسية لمقاومة كل شعب مكافح مثل شعبنا البطل، لهي الصبر والجلد الذي تتوارثه الاجيال بالاعتماد على الوسائل التي يتوفر عليها مهما كانت قليلة واستنباط التجارب من ذلك وتناقلها باستمرار واعطائها قيمة إضافية بالاجتهاد في حسن استخدامها، بينما يعتمد اعداؤه على وفرة تلك الوسائل والدعاية لها والثقة في فاعليتها والمبالغة في الاعتماد عليها. وهكذا قاوم شعبنا جيل بعد جيل كل حملات الاجتياح الاستعماري التي تعرض لها منذ القرن الرابع عشر والى الان، زاده في ذلك تناقل شيم العز والبطولة والاباء من جيل لجيل والتشبث بها واعتمادها نهجا له . فلقد واجه اجدادنا منذ الازل كل اشكال الاستعمار من فرنسي وبرتغالي وانجليزي واسباني الخ.. عبر مئات السنين بوسائل عتيقة معتمدين على انفسهم بثقة وثبات، يبتدعون في كل مرة اساليب اكثر فاعلية من ذي قبل، متخذين طرقهم الخاصة وابتكاراتهم الذاتية التي يلقنها الاب لابنه على مر الزمن، مرجعا يدل على الصواب، فحافظوا بذلك على التفوق في كل معاركهم المظفرة ضد حملات الاستعمار البغيض، ولا ادل على ذلك ما اعتمدت عليه ثورة عشرين ماي في نشأتها وتطورها، منذ اندلاعها الى حد الساعة، من حيث الاعتماد على الانسان الصحراوي وابداعاته الميدانية، وبالتالي حوصلة تحربة من صلب شعبنا وجعلها حضن تنصهر فيه كل التجارب وتكيف مع كب مرحلة . وعلى الرغم من عزمنا وإصرارنا الدائم والمتواصل على افتكاك النصر وما بذلناه ونبذله من تضحيات في هذا السبيل، فإن المسيرة لم تكتمل بعد، ولا بد من الاشارة الى أن أحد شروط إستكمالها هو السير على نهج السلف الصالح وحفظ ما علمه الآباء للابناء من تجارب وشيم لا يستغنى عنها، ولقد حفظ جيل السبعينات والثمانينات تجربة الاجداد وكيفوها مع ظروف زمانهم واستخرجوا منها عقيدة ثورية ابهرت جهابلة العالم الغربي، لتضيف دروسا جديدة في مدارس العالم، وخاصة الحربية منها، وتلحق الهزيمة الثقيلة بالغزاة، وإن الاجيال الشابة والناشئة من هذا الشعب المغوار لا محيد لها عن السير على هذا السبيل لاستكمال المسيرة وتحقيق الاستقلال لتحقق المطلوب وتوشح بمدالية النصر النهائي و إنه لشرف عظيم لهم ولشعبهم.
بقلم : محمد فاضل محمد اسماعيل obrero
*