عندما ينقلب السحر على الساحر
المتأمل في أحداث الكركرات سيستنتج من معادلة الرابح و الخاسر أن المغرب خطط و قرر و نفذ و خسر و أن القضية الصحراوية عادت من جديد الى واجهة الاحداث و الاهتمام الدوليين و تصدرت المشهد الإعلامي و ربحت …
و قبل ذلك عمل المغرب طيلة 30 سنة على نسف اتفاقية وقف اطلاق النار و إفراغها من محتواها , كما لم يدخر جهدا في إفراغ قيمة البعثة الأممية و جعلها شرطي مرور فاشل و من هنا فكر و قدر و قرر في النهاية و اعتقد ان القضية انتهت و طويت فراح و بدعم فرنسي و خليجي يخترق الممرات و ينشئ الثغرات و يعقد اتفاقيات سرية و أخرى علنية لمنح إمتيازات إقتصادية مزعومة و أموال مقابل فتح قنصليات وهمية لعواصم إفريقية لم نعرفها الا من خلال الخرائط القديمة وواصل في ذات النهج لشراء ذمم أصوات تعودت على النهيق بمقابل .
و لكن ماذا حدث بعد هذا ؟ عمل المغرب على صناعة مشهد إعلامي يكرس الانتصار الوهمي و يؤكد للراي العام المغربي انه أخيرا حسم ملفا ظل يؤرقه لسنوات و نسي ان الشعب الصحراوي مرتبط بقضية عنوانها الدفاع عن الأرض و العرض و تصفية الاستعمار و يملك جيلا من الشباب المتحمس للحرب و المقاومة لانه مل الانتظار و سئم من التواطئ و سياسات التملص و المراواغات و هو ما أكدته احداث الكركرات التي أظهرت ارتباك المخزن لتصرف لم يحسب عواقبه جيدا عندما نزل الى الارض وواجه النيران الصحراوية التي قد تكلفه حربا طويلة الأمد سيتكبد فيها خسائر اقتصادية مدمرة و ستكلفه فاتورة من الصعب حتى على داعميه تسديدها .
بقلم : الصحفي الجزائري كريم بوسالم.