ثبت أن هناك سبيلان أو مسلكان:
1/ ترميم مشروع السلام الذي يتطلب سنوات طويلة قابلة للتمدد وغير مضمون لأنه تحت اليد الفرنسية في مجلس الأمن.
2/ بناء مشروع جديد يحتمل ان تكون مدته قصيرة بحكم أنه خارج تلك اليد وتلك الثلاجة.
الشعب الصحراوي بطبيعة الحال سيختار الطريق الأنسب والاقصر.
غباوة الساسة المغاربة والغرور الفرنسي هما اللذان حوّلا الكركرات من ممر انساني غضت عنه البوليساريو الطرف لسنوات حتى صار حصاده غنيمة كبيرة لأنه أصلا “غير قانوني” لذلك صمت مجلس الأمن عن أية إدانة. وصار اليوم :
– من يملك الكلمة الأخيرة هو صاحب السيادة. [قضية كسر عظم وسيادة].
– ربط به المغرب الكثير من الحبال والبالوعات التي تقطعت في مرة واحدة. قضية [خسارة اقتصادية ومالية].
– روج له في إعلامه كثيرا مما جعله قضية داخلية وطنية. فقدان المصداقية والهيبة و[خسارة رهان داخلي].
– كشف النقاب عن حقيقة الجيش المغربي المهلهل والضعيف [عناصره التي خرجت بملابس أكلتها شمس الصحراء ورياحها] والمنتشر افقيا كيف يمكن ان يحمي 2700 كلم حتى جيش الصين لا يستطيع مما جعله أضحوكة وهو ما يفقد جيشه معنويا المبادرة والروح القتالية على العكس الجانب الصحراوي.
– سدت الأبواب من حسن النية والتنازلات الصحراوية حتى وصل الغضب لدى الشعب الصحراوي درجة اليقين وانه بدون الحرب لا يوجد حل وتوحد كل الشعب الصحراوي على السير قدما نحو التصعيد ثم التصعيد ثم التصعيد حتى يطلق العدو النار وحينها يكون ارتكب “الحماقة” التي ينتظرها شعبنا الذي يقف وقفة رجل واحد وأكبر توحدا من أي وقت مضى وحقن الفيروسات المخربة أكسبته مناعة وتحصينا أكبر.
– فشل الأمم المتحدة سيعيد المشروع الى أحضان إفريقيا إن لم يحسم عسكريا بسرعة ومن حسن حظ “بوريطة” المنحوس أن المغرب الآن عضوا إفريقيا وقع على شروط الانضمام التي منها عدم الإعتداء على أراضي الدول الافريقية التي من بينها الجمهورية الصحراوية. وربما يكون ذلك الحبل الذي يتحول الى ربطة المشنقة التي فر منها الحسن الثاني ونجا من الشنق بالهروب من المنظمة الافريقية.
الكركرات اليوم ليس ثقبا وثغرة بل المفجر في القنبلة واللغم واللعب باللغم خطير جدا ونتذكر أن محاولة تعبيد مترات من الطريق 2016 جعلت الجيش الصحراوي يرفع شارات النصر عند المحيط الأطلسي.
الكركرات اليوم لم تعد قطعة معزولة بل هي قطعة الدومينو “السيدة” التي تسند مشروع السلام بالكامل بسقوطها تتداعى تباعا كل القطع وتنهار ليتحول الامر الى مشهد جديد لا يمكن إعادة بنائه.
حاول المغرب تعويم الجانب القانوني للقضية الصحراوية بطرح عناصر جديدة على الأرض كالقنصليات وغيرها ليحمل قطعة الدومينو ثقلا جديدا سيسرع عملية السقوط لفقدان التوازن، وكان خطأ فادحا ومكشوفا فمثل ثقب الكركرات رغم وجوده مدة طويلة انهار في أيام. لأنه لا يستند الى القانون الدولي بل هي زراعة تشبه زراعة الحشيش المغربي نبتة لكنها مضرة ومرفوضة وبلا جذور وستتحول الى مشكل لمتعاطيها من الأفارقة الخارجين عن القانون الدولي والذين ينتشون بلحظة التدخين بالمخدر المغربي الذي لا يلبث صاحبه أن يعود الى رشده بالندم.
الكركرات التي تهب فيها رياح الحرية الباردة سوف توقظ وتعيد التوازن الى الرؤوس المنومة في أشباح القنصليات أو الفيلات المفروشة بالعار والرشوة وستكون المثقال الذي يكشف أن كفة العدو فارغة وانتصاراته الدونكيشوتية مجرد وهم وان إرادة الشعوب حقيقة ملموسة وروح حية وسيكتشف أن أفراد المجتمع المدني الصحراوي في الكركرات ليست إلا مجرد عينة من هذا الشعب المكافح.
لا يحتاج الامر الى برهان فأول نداء للجبهة الشعبية غصت مخيمات العزة والكرامة بالآلاف من الرجال المستعدين للشهادة.