لم تكن هبة الكركرات مجرد مشهد تعبيري لمجتمع مدني صحراوي مل الإنتظار والتهاون الدولي مع قضيته العادلة فحسب ، بل أيضاً تشكل حالة إستنهاض للجسم الصحراوي عموما ، وقد بدأت ارتداداتها ترتسم في أكثر من ساحة ، وتمهد الطريق لتمتد إلى ماتبقى من أجزاء منه.
فعلى خط مواز كانت الإضافات المتضامنة مع هبة الكركرات واضحة نقرأ اليوم تفاصيلها التي غربت وشرقت ،وامتدت شمالا وجنوبا كخطوة أولى ضرورية وحتمية في تفعيل الصمود الصحراوي وإستنهاض مقدرات الجماهير والإرادة الشعبية الصحراوية ، لتمهد هبة الكركرات الطريق نحو جملة من المتغيّرات الاتية حتما وصنع الأفق الجديدة للكفاح الصحراوي بعد أن ساد جو من الإحساس بالانكفاء لعقود خلت تحت عنوان مخطط السلام والحل العادل، حتى توهم البعض اننا تقاعسنا عن هدف الحرية والإستقلال.
ما يقع اليوم بالكركرات ، ليس تخيلا ولا تمنياً، بل واقع بتنا نلمس مؤشراته الأولى على الأرض، ويتأهب ليعلن حضوره بصورة أوضح في الأيام القادمة.
نطق أهل الكركرات وهم يرددون عنواناً وحيداً يجيب على كل الأسئلة المؤجلة منذ عقود وخاصة منذ وقف إطلاق النار. مشاهد أهل الكركرات قدمت لوحة شعب عازم، مصر على انتزاع حقه ،لترد على تلك المحاولات المتكررة لمصادرة حق لا يزول بالتقادم. نطق أهل الكرارات ،فكانت الإجابة الشافية بأن الصحراويين يعودون اليوم إلى منعطف سيسدل الستار مع ما مضى.
نطق أهل الكركرات ووضحت بلاغة الرسالة التي يشارك في خطها ميدانياً الرجال والنساء شيبا وشبابا .
رسالة ومشاهد الصحراويين المحتشدين بتلك الارض المحررة قد خطها يقين لم يخطئ يوماً تحت لواء جبهة البوليساريو ولم يجامل للحظة عندما يتعلق الآمر بالمصير والوجود ونداء الواجب.
اليوم يخط أهل الكرارات تاريخاً لا يستطيع أن يكتبه أحد، غير هذا الإنسان الصحراوي الشريف ويرسمون خطوطاً في السياسة لا يمكن أن يرسمها سواهم، رسالة الكركرات ستسدل الستار على فصول، وتفتح منصات الإرادة والصمود والتحدي والإصرار على المواجهة، في خيارات وطنية مفصلية عبرت عن ذاتها في قرار الشعب باختيار الكركرات نقطة البداية ليرسم من خلالها المعادلات الجديدة التي تتطلبها المرحلة بطبيعتها الخاصة، انطلاقاً من الفهم الحقيقي لاحتياجات المرحلة الانية التي يجتازها كفاح شعبنا.
فعلى وقع الرسائل التي خطها جزء من مجتمعنا المدني بالكركرات الموجهة للعالم أجمع،كان لا بد من أن يفهم السيد الأمين العام الأممي أن تطبيق الشرعية الدولية لن يكون بالتعبير عن القلق ، بل إن ما واجبه الوقوف الجاد مع الشرعية الدولية، والالتزام بالقرارات الأممية المكرسة لتصفية الإستعمار من الصحراء الغربية ، وأن لا يبحث السيد غوتيريش عن ذرائع لضمان مرور الشاحنات من ثغرة غير شرعية أصلا، وتجاهل ممارسات نظام معتدي على شعب أعزل أو التواطؤ صمتاً أو مشاركة على تحريف نص وروح القرارات الدولية.بإمكان السيد غوتيريش أن يبقى على قلقه، ولكن ليس من حقه أن يكون شريكاً في نهب خيرات الشعب الصحراوي ، ولا أن يُبدي موقفاً يشتمُّ أو يُفهم منه دعماً أو انحيازاً لنظام محتل. وعلى المقلب الأخر، هبة الكركرات هي رسالة للبعض المهموم بمصير سمكه وطماطمه وثومه ،أو للمتخوفين على مستقبل صفقاتهم وعلاقاتهم التجارية اللاشرعية ، رسالة لهؤلاء ان مصير وكرامة شعب لا تقارن بأنواع الثروات، فعلى هؤلاء وغيرهم ادراك حدود الكارثة التي تنتظر المنطقة في حالة المس من حق الشعب الصحراوي ، علما أن الدولة الصحراوية لا تتمنى الا الخير والتقدم لشعوب المنطقة و وتأمل ان يعود النظام المغربي لجادة الصواب لينعم الشعب المغربي الشقيق بالأمن والأمان لأن اي تهور من قبل النظام المغربي سيجر نحو وضع متفجر لن تكون المنطقة المغاربية بكاملها ساحة فقط لشراراتها ،بل أن دول ضفتي البحر الأبيض المتوسط لن تكون بمعزل عن تداعياتها ومخاطرها.