ذكرى الوحدة الوطنية الـ45 تستدعي وقفة مع الذات
كم هو عظيم وقوي نور الوحدة لدرجة تمكنه من أن يضيء الأرض كلها، حيث من المؤكد ان اجتماع السواعد يحرر الوطن ويحافظ عليه ويبنيه واجتماع القلوب يخفف المحن ويقوي السواعد. وديل ذلك قول اللّٰه تعالى في كتابه العزيز “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ”، وإن هذا لتأكيد منه سبحانه وتعالى ما بعده تأكيد على فائدة وحدة الصف على عباده المؤمنين رحمة منه بهم وهداية وهو سبحانه علام الغيوب الذي لا تخفى عليه خافية.
وعن زيد بن أسلم عن أبيه قال: دخلت مع ابن عمر رضي الله عنهما على عبد الله بن مطيع فقال: مرحباً بأبي عبد الرحمن ضعوا له وسادة فقال: إنما جئتك لأحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: “من نزع يداً من طاعة الله فإنه يأتي يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وهو مفارق للجماعة فإنه يموت ميتة جاهلية”. ويقول بعض الحكماء: “إذا كنت قد استطعت أن أرى أبعد من غيري فلأنني وقفت على أكتاف عدد كبير من العمالقة”.
وبما ان مسيرتنا التحريرية تواجه الان تحديات جمة، وجَّبت علينا لفتة لفعل ما من شأنه ان يقربنا من النصر، فإنه لا مناص من :
1- الإنتباه لما يحدق بنا من مخاطر ، فالعدو المغربي يمر بظروف لا يحسد عليها ولا يزال يدفن رأسه في التراب حتى لا يرى ازماته التي تكاد تودي به، ويستمر في الهروب الى الامام ، وسيدفع بما في جعبته للقضاء علينا قطعا.
2 – الامم المتحدة تؤخرنا اكثر مما تقدمنا الى الآن، ولا نعول في فرض حقنا إلا على ما نصنعه بانفسنا من مكاسب تقربنا من الهدف الذي اصبح يلوح في الافق.
3 ـ علينا ان نخرج قضيتنا من هذا الواقع القاتم لبناً خالصا من بين فرثه ودمه، كما علينا فعل ما يلزم كل وطني تجاه واجبه الوطني كثوار واصحاب قضية يتعلق بها مصيرنا لا سيما اننا قسمنا ايمانا غليظة وقطعنا العهود وودعنا في سبيلها آلاف الشهداء.
فكل إنسان ينتسب إلى بلد قدر الله له أن ينشأ فيه وينتمي إلى قومه ويعيش بينهم، فإن ذلك البلد يصبح هو الوطن ومكمن الأمن والإستقرار ، وبالمقابل فقد بات لزاما ان يتحمل الجميع أمام الله تعالى المسؤولية ويؤدي الأمانة وويصون العهد ، و الحفاظ على سيادتها وأمنها واستقرارها ووحدتها، ومن يخالف ذلك او ينتهكه فإنما هو مخالف ومنتهك لعهد اللّٰه وميثاقه. وإن الوحدة الوطنية في اطار الجبهة الشعبية لتحرير السقية الحمراء ووادي الذهب لهي باب النصر لانها اساس بناء القوة الذاتية وصمام الأمان لتحصيل المكاسب وصيانتها وهي الواقي من فيروسات التشرذم ومسببات الشتات، وهي المجال الذي يتحقق به تبادل المودة وحب انتشار الخير بين ابناء الشعب الواحد، مصداقا لقول النبي صل اللّٰه عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.
وفقنا الله واياكم الى ما فيه الخير لشعبنا وصلاح شأنه.
بقلم: محمد فاضل محمد اسماعيل obrero