قراءة في احتمالات الكركرات
تشد الرحال الى موقعة الكركرات الشعبية، وتبقى الاعناق مشرأبة والعيون جاحظة، من نيويوك وباريس الى الجزائر و نواكشوط.
جبهة البوليساريو تراقب الحراك الشعبي دون ان تعطله تؤكد بين الفينة والأخرى انه حراك مجتمع مدني، بلغ صبره الحدود واعتنق مواسم النضال في احلك الظروف، وتنازل عن كثير من المعطيات لصالح ممثل الشعب الصحراوي في معارك عدة حسمت بالسياسة دون الرجوع الى القاعدة الشعبية.
الكركرات قد تكون الثقب الذي تتسرب منه انتصارات القضية، واراد الشعب ان يوقف ذلك التسريب بطريقة او باخرى.
لقد نفذ الصبر، وبلغ السيل الزبى، وادركت المنينورصو، انه اذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر.
وسيدرك غوتيرس، ومن وراءه الاحتلال المغربي، ان الشعب الصحراوي هو صاحب القضية الاول و الاخير، وان ثغرة الكركرات ان الأوان ان تغلق، وأن يتوقف الاستنزاف العلني الثروة الصحراوية، وعلى المغرب ان يبحث عن طرق اخرى يغذي بها جذوره في افريقيا الغربية، ولو كانت ستكلفه بيع فروعه لأوروبا.
لقد اصبح مطلب إغلاق هذه الثغرة مطلب شعبي، قبل ان يكون مطلب للبوليساريو كقيادة، و على العالم ان يستمع للشعوب قبل الحكومات.
هناك سيناريوهات عدة قد تستخدم لاسكات الحراك الشعبي الصحراوي في الكركرات، تتعدد حسب ماتمليه قرارات الامم المتحدة غير المفعلة وتتمثل فيما يلي:
اولا: ان تعود لكركرات كثغرة تحت اشراف تام للامم المتحدة، وتستعمل لعبور الافراد في إطار تبادل الزيارات بين العائلات الصحراوية شرقي وغرب الجدار، وتفتح معها ثغرات اخرى في نقاط عدة على طول الجدار، وهذا السيناريو صعب المنال لانه لايخدم مصلحة الاحتلال المغربي في شئ.
ثانيا: يسمح باستخدام الثغرة كمعبر لبعض السلع المحددة، والتي لاتنطبق عليها معايير استنزاف الموارد الطبيعية في الصحراء الغربية، وبالتعاون مع بعثة الامم المتحدة المنينورصو.
ثالثا: تبقى الثغرة على حالها، وتستثنى من الاتفاق رقم واحد ومساحة الخمس كيلومترات كمساحة عازلة، ويسمح لجبهة البوليساريو بإدارة المساحة الفاصلة بين الثغرة والبوابة الموريتانية.
رابعا: تشكيل لجنة اممية تضم اطراف النزاع والجزائر وموريتانيا، وذلك من أجل دراسة مصير وشرعية الثغرة، وإعطاء وعود للحراك الشعبي، ورجوعه بكفي حنين، وهذا السيناريو يجب ان يستبعد ويرفض تماما من قبل لحراك، ومن قبل جبهة البوليساريو كما رفض الخيار الاول من قبل المغرب.
وتبقى الكركرات نقطة ساخنة في ملف النزاع الصحراوي، وستظل كذلك حتى تخضع للارادة الدولية، وقبلها ارادة الشعب الصحراوي، او يتم اغلاقها سلميا من طرف الشعب الصحراوي، او عسكريا من طرف جبهة البوليساريو.
بقلم بلاهي ولد عثمان