المغرب مؤهل، بعد الإمارات، للتطبيع العلني مع إسرائيل
طبّعت الإمارات وطبَعت وبصمت بأصابعها العشرة على معاشرة إسرائيل بحضور ولي الأمر الأمريكي. من هذا التطبيع خرجت إسرائيل منتصرة: ستتدفق الأموال الإماراتية إلى إسرائيل على شكل استثمارات، وما قيل عن تجميد قضم الأراضي الفلسطينية من طرف البلدوزر الإسرائيلي هو مجرد زواق على الوجه.
كل التحاليل ترى أن هذا التطبيع غير عادي: الإمارات لا يوجد ما يفرض عليها ان تعلنه هكذا بهذه السطحية وبدون مقابل وفي هذا الوقت. الآن الأنظار تتجه إلى المغرب كي يعلن هو الآخر التطبيع العلني، فهو الدولة المؤهلة الأولى والجاهزة، وحتى قبل الإمارات، كي تعلن التطبيع الكامل. كما نعرف المغرب هو أول دولة عربية طبّعت سريا تحت الطاولة مع إسرائيل، وهو أكثر دولة عربية طعنت القضية الفلسطينية في الظهر وفي القلب. في تقديري أن التطبيع الاماراتي هو فقط لإحراج المغرب ولفتح شهيته كي يعلن، هو الآخر، التطبيع العلني تبعا لنظرية سقوط قِطع الدومينو العربي. في الواقع، المغرب جاهز لإعلان التطبيع ومستعد له نفسيا ومعنويا، لكن على ما يبدو لا يريد أن يكون التطبيع بدون مقابل. بكل تأكيد أن المغرب يحاول منذ مدة إعلان التطبيع، لكن يحاول أن يربطه بنتيجة حاسمة يحصل عليها من خلال مقايضة اعلان التطبيع مع اعتراف أمريكي-إسرائيلي بسيادة المخزن على الصحراء الغربية. الاعتقاد الآن يسير في اتجاه أن اعتراف إسرائيل بسيادة المخزن على الصحراء الغربية هو جاهز، لكن في تقدير المغرب أنه اعتراف لا يعني أي شيء. المغرب يحاول إعلان تطبيعه مقابل اعتراف أمريكي. هذا كل ما في الأمر. لو اعترفت الولايات المتحدة للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية، سيعلن المغرب التطبيع في اليوم الموالي. يقود التحليل، أيضا، إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تريدان من المغرب إعلانا بالتطبيع العلني بدون مقابل أو شيك على بياض. هنا تصبح قضية الصحراء الغربية سكينا ذو حدين: المغرب يريد إعلان التطبيع مقابل اعتراف الولايات المتحدة له بالسيادة على الصحراء الغربية، وبالمقابل، الولايات المتحدة يمكن أن تضغط على المغرب بقضية الاستفتاء في الصحراء الغربية كي يعلن التطبيع بدون مقابل. في الواقع، المغرب لا يمكن أن يغامر بإعلان التطبيع مقابل اعتراف إسرائيلي فقط لإنه لا وزن له، وينتظر مقابل تطبيعه اعترافا امريكياً، وعندها يمكن أن يعلن أنه اصطاد سمكة كبيرة.
بكل تأكيد إن هناك مفاوضات ساخنة في الخفاء بين المغرب وإسرائيل حول إعلان التطبيع لإن إسرائيل تحاول أن يحدث هذا الحدث التاريخي قبل نوفمبر القادم لانها تخشى ان يخسر ترامب الانتخابات. في المفاوضات تلعب إسرائيل دور الوسيط بين المغرب والولايات المتحدة علها تفتك من ترامب، في لحظة سكْر سياسي، امضاءة من امضاءاته العشوائية فيعترف للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية. إسرائيل تعرف أنه إذا جاء الديمقراطيون الى البيت الأبيض لن يكونوا متحمسين لدعم إسرائيل مثلما هي الحال الأن مع ترامب ذي المناخ والمزاج المتقلبين. من جهة أخرى، لا ننسى أن المغرب يخشى أن يعلن التطبيع العلني فتحصل فيه ثورة بسبب وضعه الهش، وبسبب تعاطف الشارع المقهور مع فلسطين، وبالتالي يربط مغامرته بإعلان التطبيع باعتراف امريكي مهم له بالسيادة على الصحراء الغربية.
بقلم: السيد حمدي يحظيه
blog-sahara.blogspot.com.es