وجه آخر لفشل الأمم المتحدة في الصحراء الغربية: لا أحد يقبل بمهمة المبعوث الشخصي.
منذ حوالي عام ونصف ومنصب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية في حالة شغور غير مفهوم. الشخصية المحورية في هذا الذي نسميه مفاوضات او لقاءات او تنشيط عملية ” السلام” في الصحراء الغربية هي المبعوث الشخصي، وحين لا يوجد مبعوث شخصي يتوقف كل شيء في انتظار” تعيين مبعوث شخصي جديد”. حين استقال بيكر سنة 2004م، انتظر المتابعون سنة وشهر حتى يتم تعيين خلفه السيئ الذكر فان والسوم. بعد استقالة فان والسوم تم تعيين كريستوفر روس في أقل من سنة. هذا يقودنا إلى أن هذه أول مرة يبقى فيها منصب المبعوث الشخصي شاغرا لمدة سنة ويزيد. أسباب عدم تعيين مبعوث شخصي الى الصحراء الغربية إلى حد الآن ترجع بالدرجة الأولى إلى الأمم المتحدة نفسها وليس إلى الأشخاص الذين تولوا المنصب. فالأمم المتحدة تلجأ ، عادة، إلى خداع الأشخاص الذين تعرض عليهم مهمة المبعوث الشخصي: تقول لهم أن مهمتهم تنحصر في تطبيق مخطط التسوية أو البحث عن حل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وإن مجلس الأمن سيقف إلى جانبهم. حين يصل المبعوث الشخصي إلى المنصب يستنتج أن ما قيل له من قبل هو خداع، وان عليه التآمر مع مجلس الأمن أو الاستقالة. بما ان أكثرية المبعوثين استقال فهذا يعني انهم رفضوا التآمر. الآن تعقدت مهمة الأمن المتحدة في قضية الصحراء الغربية أكثر لأن لا أحد يقبل بمهمة المبعوث الشخصي. سيكون من غير المنطقي القول أنه إلى حد الآن لم يتم الإتصال بشخصية دولية لتولي المنصب. أكيد ان الأمين العام الحالي للامم المتحدة، الضعيف الشخصية والمنحاز للمغرب وفرنسا، اتصل بالكثير من الشخصيات لهذا الغرض، لكن لا أحد قبل المهمة. في الحقيقة لا أحد يقبل بهذا المنصب الخاضع للمناورات والرشوة، والذي فشل فيه الكثيرون. كل مرة نسمع إنه تم عرض المنصب على شخصية ورفضت: مرة على رئيسة سابقة ومرة على سلوفيني ومرة على استرالي الخ..
نفور الشخصيات من مهمة المبعوث الشخصي هو علامة أخرى أن الجميع أصبح مدركا تماما أن الأمم المتحدة فاشلة في معالجتها لقضية الصحراء الغربية. بكل تأكيد أن الذين يتم عرض عليهم مهمة المبعوث الشخصي ويطلبون مهلة، يتصلون بالذين سبقوهم الى المنصب واستقالوا منه للتحري عن المهمة، وبكل تأكيد، أيضا، أنه يتم نصحهم بعدم قبولها إذا كانوا ذوي مصداقية، سبب ما يحدث في الكواليس من محاولات لتصفية القضية الصحراوية لصالح فرنسا والمغرب. باختصار، رفض الشخصيات لمهمة المبعوث الشخصي هو فشل آخر ساحق للأمم المتحدة في قضية الصحراء الغربية، وعليها أن تنسحب.
بقلم : السيد حمدي يحظيه