حرب الجيل الرابع (الحرب النفسية و تأثيراتها السلبية على المجتمعات ) (الجزء السابع )
الحرب النفسية :
حالة الشعب الصحراوي. بعد التطرق الشامل الى موضوع الحرب النفسية – الأجزاء السابقة – أنواعها أساليبها المتعددة والمتشابكة لتقريبها وشرح مضمونها للعامة من أجل فهمها الفهم الجيد لتفادي التأثر بها وبنتائجها الوخيمة والسلبية على النسيج والسلم الإجتماعي للشعوب. وفي الأجزاء السابقة من هذه السلسلة كنا قد حرصنا على ان يكون الشرح بطريقة أكاديمية محضة صالحة لأي مكان وزمان وكما هو معروف ان هذه الأساليب كما ذكرنا سالفا هي نتاج عمل مشترك بين علماء الإجتماع والنفس بالتعاون مع الإستخبارات العالمية التي تمررها عبر مراكز الدراسات الإستراتيجية وأجهزة مختصة في الميدان تقدم كبحوث وأساليب متنوعة تحت مختلف العناوين من أجل إعطاء نتائج إيجابية مسطرة لها للتأثيروالهيمنة على الخصم. كل هذه الأساليب والطرق من أنواع الحرب النفسية السالفة الذكرسنسقطها على الواقع الصحراوي وبالرغم من أن واقع ونضالات شعبنا البطولية الكثيرة والكبيرة على مدار العصور حافلة بالعديد من الإنتصارات لكنها لا تخلوا هي كذلك من محاولات وأساليب الحرب النفسية لكسرها واجهاضها ، اليوم نسعى من خلال هذه المقالات الى ان نكون منصفين قدر المستطاع ونحاول سرد هذه الأعمال الخسيسة التي استعملت ضد نضالات شعبنا ومقاومته عبر السنين من طرف الإستعمارالإسباني ثم الغزو المغربي وبالرغم من أنه يوجد شح كبيرفي المراجع المكتوبة بشكل رسمي للإعتماد عليها ، لذا سنركز على البحث الخاص او على المقابلات الإعلامية للأطر الوطنية أكاديمية كانت او سياسية. منذ قدوم اوائل الإسبان الى الصحراء الغربية وبالخصوص منطقة وادي الذهب عبر بعثات إستكشافية والتي هي في الحقيقة عبارة عن رجال مخابرات تابعين للقصر الملكي الإسباني تحت غطاء تجار يروجون لسلعهم لتبادلها مع سكان المنطقة إلا أنهم كانوا يسعون بجميع السبل والطرق لكسب ود وتعاطف أهل الأرض إذ انهم لم يدخروا جهدا جهيدا لتحقيق أهدافهم ، منهم من تظاهر بإعتناق الدين الإسلامي للتعايش مع السكان البدو وتقاسم يومياتهم الصعبة في الحل و الترحال من أجل تسهيل دراستهم. إسبانيا ، بعد إستعمارها للصحراء الغربية بموجب إتفاقية برلين لتقسيم إفريقيا ، ولضمان وتفادي أي تمرد او عصيان من أي نوع و للسيطرة الكاملة على الأرض والعرض لزمها أن تتحكم في ذهنيات وعقليات العامة من الصحراويين لتحقيق غرضها ، لذلك بدأت بالترويج على أنها اكبر قوة في العالم وعلى انها منتصرة في تسعة وتسعين حربا ولا أحد يمكنه ان يهزمها ، وبالرغم من أن موازين القوة غير متكافئة لا علميا ولا ماديا ،إلا ان الصحراويين وبطبيعتهم البدوية ونخوتهم وشهامتهم التي لم تسمح لهم بقبول الإستعمار من أي كان ،قاموا بعدة محاولات عسكرية كانت نتائجها ايجابية في العديد من الحالات لكن لم تكن مؤطرة ولا منظمة وبالتالي باءت كلها بالفشل نتيجة عدم استثمارها الإستثمار الجيد لفقدان الإطار الموحد والجامع لنضالات وعطاءات المقاومين والمجاهدين الصحراويين مما أعطى للقوة الإستعمارية مزيدا من طول النفس و عدم الرضوخ والإستسلام لتلك التضحيات الجسام. بعد تمدرس قلة قليلة من أبناء الصحراويين القاطنين بجنوب المغرب ووعيهم الوعي التام بسياسة المستعمر والتلاعب بمصير شعبهم وجب عليهم تحمل المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقهم من أجل تحرير أرضهم من براثين الإستعمار،الا ان المهمة كانت في بالغ الصعوبة ان لم نقل مستحيلة نتيجة الجهل والتخلف بين أبناء الشعب الصحراي والتجنيد الكبير للصحراويين من طرف المخابرات الإسبانية مما ادى الى كثرة الوشاية بين العامة الشيء الذي سهل تحكم إسبانيا وصعب مهمة الوطنيين الصحراويين وهو أحد الأسباب الرئيسة في إجهاض حركة إول وعي سياسي وجماهيري للصحراويين (الحركة الطليعية لتحرير الصحراء الغربية).
يتبع …..
بقلم : المامي حمادي اعبيدي.