لا أريد أن أنزل إلى مستواك في النذالة والخيانة ، كنت أظن أن الدم الحساني البيظاني الذي يجري في عروقي هو الذي يجري في عروق إبن موريتانيا الشقيقة ، ولكنه النفاق و ” بيع التزيرة ” يفعل بالعبد ما تفعله النار بالهشيم ، فيحترق كليا ويصبح بلا قيمة تماما كالرماد تذره الرياح هباء منثورا .
ما كنت أتصور أن يجافي شخص مثلك الحقيقة الواقعية للدولة الصحراوية ولشعبها المناضل منذ أزيد من أربعين عاما بقيادة جبهة البوليساريو ، من أجل حقه في تقرير المصير والإستقلال .
الغريب أنك أصبحت كالبيضة الفاسدة عندما خالفت سياسة بلدك موريتانيا ، الشقيقة التي تعترف بشقيقتها وجارتها الشمالية الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، لا بل أنك تتناقض حتى مع قرارات ومواثيق الشرعية الدولية ، وليس لك وأنت الأستاذ المحاضر في الأخلاق والعلوم السياسية ، أن تتحجج بجهل هذه الحقائق ، خاصة وأن قضية الصحراء الغربية موضوعة على أجندات الأمم المتحدة ومجلس الأمن منذ زمن بعيد ، ويجري تداولها في كل مرة على هذا المستوى ، وعلى مستويات إقليمية ودولية أخرى من أبرزها الإتحاد الإفريقي ، والبرلمان الأوروبي ، ومحكمة العدل الأوروبية ، هذا فضلا عن كون الدولة الصحراوية عضو مؤسس في الإتحاد الإفريقي ، وتشارك في العديد من قمم الشراكة التي تجمعه بدول وهيئات دولية ، إلى جانب المغرب الذي إنضم إلى هذا الإتحاد مؤخرا ، بعد أن وقع على ميثاقه التأسيسي ، ونشره بظهير ملكي في الجريدة الرسمية للملكة المغربية ، ذلك الميثاق الذي يأت فيه ذكر الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي إلى جانب الرؤساء الأفارقة الموقعين على ذلك الميثاق ، الذي من بنوده إحترام سيادة الدول الأعضاء ، وهذا إعتراف رسمي من قبل المملكة المغربية بالدولة الصحراوية ، وبالتالي فالقضية الصحراوية العادلة أوضح مما قد يتجاهله شخص من النخبة مثلك ، باع قيم دينه السمحة ، وأخلاق أهله المثلى وأصدق حقوق الإنسان ، في سوق النخاسة لقاء رشاوى وفوائد وإمتيازات لطالما وظفها الإحتلال المغربي في شراء الذمم والمواقف ، وها أنت ذا تبيعه لفظك ، الذي لن يعيد لك كرامتك ونخوتك الضائعة ما حييت ، مهما بلغ بك الثراء والشهرة ، فقيمة الإنسان لا تعير بالذهب ، ولا بأية أشياء نفيسة في العالم ، وإنما تقاس بمدى محافظة الإنسان على قيمه النبيلة .
فما الذي دهاك يا إبن العمومة إلى شراء مقامك في النار ، وأنت الذي يفترض فيك كأستاذ للأخلاق السياسية ، أن تنهي عن منكر لا أن تأت بمثله ؟
ألا تمتلك ضميرا يؤنبك على خطاياك ؟
ألا تعرف مدى فظاعة الظلم ووقع تأييده على المظلوم ؟
لماذا هان عليك ظلم ذوي القربى ، أليس هو الأشد مضاضة ؟
لماذا خذلت أهلك وأشقاءك من الموريتانيين والصحراويين ؟ ألا تتذكر قول الله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) .
أعلم أنك فاقد الإحساس والإدراك أيها الأستاذ ، وأنه آن لك أن تذكر ربك الغفور ، وأن تهتدي إلى نصرة إخوانك المظلومين ، وأن تقل الحق ولا تخش فيه لومة لائم .
بقلم : محمد حسنة الطالب
