ردا على الصحفي الموريتاني المصطفى محمد محمود
بداية هل هانت عليك مأساة الصحراويين؟ هل تزعزعت ذاكرتك؟ اعتز كثيرا كغيري من الصحراويين و الموريتانيين بتصريحات العميد محمد المصطفى ولد بدر الدين، رجل التضامن والمواقف الثابة، واعلاء كلمة الحق، وكذلك الشاعر الكبير سيدي محمد ولد بمب، لأنهما يقفان الى جانب قضية الشعب الصحراوي، ويسعيان الى وضع البيضتين الصحراوية والموريتانية في عش واحد. حين يصف بدر الدين قائد جبهة البوليساريو الشهيد الولي مصطفى السيد بالشهيد، فذلك لانه يدري انه شهيد وبكل ما تستحقه الكلمة من معنى، فكل من مات دون عرضه وارضه فهو شهيد. لقد قاد الشهيد الولي – رحمه الله – الثورة الصحراوية ضد ظلم ذوي القربى، والتنكر الى حق الجار فخرج مدافعا عن شعبه، وثورته وسقط شهيدا مقبل غير مدبر. ان ابناء موريتانيا الاحرار يدركون ان الزج بموريتانيا في اتفاقية مدريد المشؤومة، كانت ضربة مقصودة ضد موريتانيا و في العمق التاريخي والجغرافي، مع جيرانها وباوامر فرنسية مغربية، وضغوطات على ولد داداه – رحمه الله – دخلت موريتانيا الاتفاقية. لم تكن موريتانيا يوما لها اطماع توسعية في اراضي الساقية الحمراء و وادي الذهب، ولم تكن القبائل الموريتانية و اماراتها تعرف عن الصحراويين الا الخير ومحاربة النصارا معا دليل على ذلك، من اجل اخراج المستعمر الفرنسي و الاسباني من ارض الاسلام. لقد استشهد الولي على درب أجداده بالقرب من ام التونسي، وهي شاهد تاريخي على محاربة الاستعمار الفرنسي، فمعركة ام التونسي يعرف الموريتانيون والصحراويون انها جمعت دماء الشهداء من كلا الجانبين. ايها الكاتب الصحفي المصطفى محمد محمود لقد غرتك مفاهيم الاستعمار و التوسع، ودراهم شراء الذمم لتبيع ما تؤمن به بثمن بخس، ايعقل ان يفضل مثقفا يعتبر نفسه صحفيا الحكومات التوسعية في المغرب التي كانت تطالب ببلده حتى بعد الاستقلال، ايعقل ان يفضلها على موقف انساني فرضه الشرع قبل السياسة، لقد تماديت كثيرا في وصفك للمغرب اخي الصحفي المنحاز و الواقف ضد بلدك من اجل ارضاء الأخرين مقابل السراب. اين هي الغرابة في تصريح الأستاذ سيدي محمد ولد بمب، حين شكر فيه “المقاتلين المناضلين” و قال إن الأرض ” يستحقها أهلها الذين قاتلوا عنها “. نعم، هم مقاتلون، قاتلوا الطغاة والطامعين في ارضهم وعرضهم، قاتلوا انظمة التوسع واذيال الاستعمار في المنطقة، دافعوا عن كرامتهم وحقهم في الوجود، وكل هذا استحق عند الشاعر ولد بمب ان يصفهم بذلك الوصف وله الحق. اما انت فليس لك الحق في ان تملي على الناس ماتقول وترى من افكار تباعد بين الاخوة والاشقاء، وتدس لهم السم في الكلام لان منطقهم وايمانهم بالتحرر واعانة الضعيف والمظلوم هي ثقافتهم، تختلف تماما عن ثقافتك التوسعية ووقوفك مع الباطل ضد ألحق. اتفق معك أنهم مقاتلون ، لكن من قاتلوا ؟ سل آلاف الأرامل من النساء الصحراويات ، وآلاف اليتامى وآلاف الأمهات الثكالى، الاف اللاجئين ممن كانوا ضحية للاجتياح المغربي الداداهي من الشمال و الجنوب بعد ما تم تقسيم الكعكة الصحراوية في مدريد. سل عشرات الجنود والجرحى الصحراويين من لحقت بهم إعاقة أبدية، على يد الجيش المغربي و الموريتاني انذاك، سل عشرات الصحراويين الذين كانوا ولا يزالوا في سجون الإحتلال المغربي وكيف كانوا يعاملون. احيطك علما ايها الصحفي المتنكر للتاريخ ان ” المناطق المحررة ” من الصحراء الغربية تزيد على 30% من اراضي الصحراء الغرببة، وهي الحدود المتاخمة للدولة الموريتانية على طول 2700 كلم من منطقة بنتيلي شمالا الى لكويرة جنوبا، وتتواجد فيها نواحي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، و تقع تحت سيطرة الإدارة الصحراوية بقيادة جبهة البوليساريو. أحيطك علما، بأن الجيش المغربي شيد جدارا عازلا ليختبيء وراءه جنوده، بعد ما اوجعهم مقاتلوا جبهة البوليساريو بالضربات المتتالية، وليكن في علمك انه مخطط فرنسي وفكرة إسرائيلية باموال عربية، يقسم الصحراء الغربية الى نصفين شعبا وارضا. ردا على سؤالك الذي تصفه بسؤال مشروع: اقول لك ان كل انسان يموت دون ارضه وعرضه ودينه فهو شهيد. لان الشهداء الصحراويين لاينتقصون من استحقاق الموريتانيين بالشهادة ولكن ظلم ذوي القربى اشد مضاضة من وقع السيف المهندي. في ختام هذا الرد اريد ان اسألك ايها الصحفي المصطفى ولد محمد محمود: هل الشهداء من رجال المقاومة الصحراويين في ام التونسي او غزي لكصيب او غيرها من وقائع ومعارك المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي لايعدون شهداء؟ هل تسحب صفة الشهادة على بعضهم دون اخرون؟ هل يمكنك ان تمنحها لمن جندته فرنسا من كوميات وأمثالهم من الخونة. اتننى ان تصلك رسالتي وتعي جيدا انك تغرد خارج السرب وان تدرك ان الشعب الصحراوي والموريتاني يجب ان يتقاربا اكثر وان المستقبل للاقوى وصدق الشهيد الولي مصطفى السيد حين قال ان موريتانيا و الصحراء الغربية عبارة عن بيضتات في عش وأحد اذا ضرب العش تكسرت البيضتان.
بقلم بلاهي ولد عثمان كاتب وإعلامي من الصحراء الغربية