الشعب الصحراوي يودع الشهيد امحمد خداد موسى الى مثواه الأخير في جو مهيب.
الشهيد الحافظ/ موقع الرابطة / عبداتي لبات الرشيد
*وداع تاريخي لمناضل فذ، الآلاف من أبناء الشعب الصحراوي يشاركون في جنازة فقيد الأمة أمحمد خداد*
ودع الشعب الصحراوي اليوم الأحد القيادي والمناضل في جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية أمحمد خداد الى مثواه الأخير وذلك في جو مهيب يسوده الحزن ويطبعه الخشوع والإيمان بقضاء الله وقدره.
وحضر التوديع الأخير للمناضل الفذ آلاف المواطنين الصحراويين يتقدمهم رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة الأخ إبراهيم غالي وعضو الأمانة الوطنية مسؤول أمانة التنظيم السياسي رئيس اللجنة التي واكبت وتابعت نقل جثمان الفقيد الى مخيمات العزة والكرامة الأخ خطري أدوه وعضو الأمانة الوطنية رئيس المجلس الوطني الأخ حمة سلامة وعضو الأمانة الوطنية الوزير الأول الأخ بشرايا حمودي بيون وعدد كبير من القيادات السياسية والعسكرية في الجبهة والدولة وممثلين عن الحكومة والشعب الجزائريين.
فمن الوحدة الجراحية بمستشفى البشير الصالح بالشهيد الحافظ بوجمعة إنطلق موكب عسكري يقل جثمان الراحل مروراً بولاية بوجدور حيث إصطف على الطريق الرئيسي بإتجاه ولاية السمارة المئات لتوديع الفقيد الذي رافق نضال شعبه منذ البدايات الأولى كمواطن وكقيادي وكدبلوماسي محنك.
وفي حدود الساعة العاشرة صباحا وصلت العربات العسكرية الخاصة بنقل نعش الراحل الى ولاية السمارة ترافقه كوكبة من جيش التحرير الشعبي الصحراوي وحمل جثمان الفقيد المسجى بالعلم الوطني فور وصوله على أكتاف مقاتلين ينتمون الى واحدة من كتائب جيش التحرير الشعبي الصحراوي الذين واصلوا السير به بخطوات ثابتة حيث قدمت وحدة من القوات المسلحة التحية الشرفية لجثمان الشهيد قبل أن يتم السير به يرافه رئيس الجمهورية وعائلة الفقيد ورفقاء دربه ليتم وضع النعش أمام حشود المصلين وسط تأثر بدى واضح على وجوه الجميع من أبناء هذا الشعب الذين عرف وسطهم بالتواضع ونكران الذات والتضحية بالوقت والنفس في سبيل الوطن.
وبعد صلاة الجنازة وقراءة الفاتحة والدعاء على روح فقيد الأمة الطاهرة تقدم رئيس الجمهورية الأخ إبراهيم غالي قائمة المعزين وقد ظهر الأخ الرئيس متأثرا وهو يرافق عائلة الشهيد خلف نعشه وقد رافق المئات الموكب الجنائزي سيرا على الأقدام تحمله على الأكتاف كتيبة من جيش التحرير الشعبي الصحراوي وترافقه حشود غفيرة من المواطنين الذين كانو يصطفون منذ الصباح لتوديع المناضل الذي كرس حياته لخدمة قضية شعبه، وقد واصلو السير به ليوارى الثرى بعد أن سلم رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة العلم الوطني الذي كان يلف جثمان الفقيد أمانة الى عائلة الشهيد وسط تأثر كبير لرحيل رجل مخلص ووفي لعهد الشهداء ناضل بكل صدق وجدية وتضحية وسخاء.
ويذكر أن الشهيد كان قد توفي في الفاتح من أبريل 2020 بأحد مستشفيات العاصمة الإسبانية مادريد بعد صراع لم يدم طويلا مع مرض عضال وقد أعلنت رئاسة الجمهورية وقتها الحداد لمدة أسبوع كامل ووصفت فقيد الأمة بواحد من الرجال “المخلصين الأوفياء لعهد الشهداء، من مناضلي الجبهة وقياداتها الذين واكبوا مسيرة الثورة الصحراوية منذ بداياتها، بكل صدق وجدية وتضحية وسخاء”.
وقد تنقل أمحمد خداد قيد حياته بين الكثير من المهام والمسؤوليات في جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية، وذلك على المستويين الداخلي في الولايات والمؤسسات الصحراوية، وفي الخارج في السفارات والبعثات الدبلوماسية، كما اضطلع بدور محوري في مسار التسوية الأممي الإفريقي، كمنسق مع المينورسو و كمفاوض بارز في الوفد الصحراوي الذي كلف بإجراء ومتابعة المفوضات الأممية بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب لتسوية النزاع بالصحراء الغربية، كما كان للراحل دور كبير في المعركة القانونية والقضائية، والتي خاضتها جبهة البوليساريو في المؤسسات التشريعية والسياسية الاوروبية لفضح ووقف نهب ثروات الشعب الصحراوي وقد ظل على العهد الى أن وافاه الأجل المحتوم.
وبعد دفن الراحل تحولت الساحة الرئيسة للمقبرة الى مكان للترحم على روحه وأرواح الشهداء الأبرار والى مناسبة لذكر مناقب الرجل ومناقب كل الشهداء الذين عاشوا ورحلوا وما بدلوا تبديلا، مئات المواطنين كبارا وصغارا وقد توافدوا من مختلف الولايات والمؤسسات الوطنية ينعون فقيد شعب كرس حياته كلها لخدمة قضيته الوطنية محافظا على وحدة شعبه، حريصا على تحقيق طموحاته وآماله وأمينا على حقه الكامل في الحرية والإستقلال مهما طال الزمن ومهما قدم من تضحيات بالجهد والوقت والنفس والروح.
*متابعة\عبداتي لبات الرشيد\ولاية السمارة*