بقلم : لحسن بولسان
يحتفل الشعب الصحراوي في العاشر ماي بحلول عيد ميلاد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب،التي صنعت للصحراويين في ألف وتسعمأة وثلاثة وسبعين، تاريخا دونوا فيه مشهد وجودهم وخطوات حية تحكي اليوم مسيرة وملاحم وبطولات شعب رفض الذل والمهانة والركوع والخنوع.
من عظمة الحدث ودلالاته ومعانيه،نستعيد ذالك التاريخ المرصع بروعة المجد والبطولات في طبعته السابعة والأربعين. وفي عيد تأسيس الجبهة،ليس الزمن مقياسا أبدا، بل الإنجاز الذي تحقق. وفي تفاصيل الحكاية ،نستعيد قيم العطاء ومعانيه، لأنه اليوم الذي شكل انعطافة تاريخية في مسيرة شعب الصحراء الغربية ، الذي لبى نداء الوطن والواجب ، فاشتعلت النار من تحت الرماد وكانت بذور الثورة الصحراوية متفجرة في كل مكان ،متأججة في كل صدر ، فغدا الشعب بركاناً ينتفض ويثور و تنادى الوطنيون وإجتمع الرأي على موقف واحد ووحيد، يقول في محاربة المحتل بلغة النار والحديد.
أبدع الصحراويون في كفاحهم المسلح ضد الإستعمار الإسباني والغزو المغربي لاحقا، وقدموا للعالم تجربة قتالية فريدة ،مرفوقة بعمل سياسي، دبلوماسي ،إعلامي إجتماعي وإقتصادي للجبهة ، نهضت اليوم بفضله ، بالصحراويين من حالة التخلف والخنوع إلى حالة من الوحدة والفكر الحرالسيد في إطار بناء الدولة الصحراوية .
اليوم يعيد شعبنا الأبي إرثه الكفاحي التليد بنفس العزيمة التي لا تلين ، اليوم تعود الدروب الأولى للكفاح الصحراوي المُخضّب بالدماء والدموع .
اليوم العاشر ماي الفان وعشرون، هو وعد وعهد و عيد يكتسي الاحتفال به أبعاداً اضافية في هذه المرحلة التي لايغيب فيها عن ذهن أي صحراوي المخاطر المحدقة ، ولا يجهل أحد حجم الاستهداف الذي تتعرض له قضيتنا ، بأشكال ووسائل تتعدد بتعدد المحاولات وبتغير الظروف والمستجدات،وتزداد بتزايد الصمود الذي يبديه شعبنا والمكاسب والانجازات التي يحققها.
اليوم يستقبل شعبنا هذا العيد بالسلف والخلف ،بروح التجدد والتجديد، وهوماضي في معركة الإرادة واليقين، ممتطيا صهوة المجد والعطاء في إطار جبهة البوليساريو .
اليوم في عيد الجبهة يقف المشهد بكل جلالته وعمقه ليزرع غرسة اخرى في صيرورة كفاحنا الذي لن يخبو نوره أو ينطفي وهجه ،أو ينضب معينه ،بل يزداد سطوعا كلما طال أمده ليظل جسر النضال الوطني ، قائماً بين الأجداد والأحفاد الذين ورثوا أمانة و أنفة ووطناً ترابه معطر بدم الشهداء والتضحيات الجسام حتى تشمخ كرامة كل صحراوي وصحراوية في كنف الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
