بيان بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة.
يحتفل العالم في الثالث من ماي من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة، وهو يوم حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة اليونسكو، لتحيي عبره ذكرى اعتماد إعلان ويندهوك التاريخي الذي تم بموجبه اجتماع للصحافيين الأفارقة في 3 أيار/ مايو 1991.
و بهذه المناسبة نتقدم في رابطة الصحفيين والكتاب الصحراويين في اوروبا بالتهاني والتبريكات الى كل العاملين في حقل الاعلام عامة ، وإلى الصحراويين والأفارقة خاصة .
إنها لمناسبة ثمينة لنا كصحفيين صحراويين ، لتقييم الذات والوقوف على المكتسبات ، لاسيما وأن شعبنا يقارع عدوا خبيثا ، يستهدفنا جميعا بكل ما أوتي من قوة وحيل للقضاء علينا ومحو أثرنا من الوجود .
لقد لعبت الكلمة والصورة والصوت دورا كبيرا في معركة الوجود ، التي نخوضها منذ أزيد من أربعين عاما ضد الإحتلال المغربي الغاشم ، فكانت الصحافة الصحراوية رغم تواضعها ومحدودية إمكانياتها ، سندا منيعا للطلقة في ميادين الوغى ، وعونا لإرادة الجماهير في مختلف ساحات المقاومة والنضال ، فأثمرت بشرعيتها في حقل الحق والحقيقة ، وأزهقت بقوة الحجة باطلا كان مفعولا ، وحققت فوق ذلك مكاسبا عملاقة توجت بفرض الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي دون منازع ، وكرست الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية كإطار جامع لكل الصحراويين إين ما تواجدوا ، وكحقيقة تاريخية لا رجعة فيها ، تحظى بالتقدير والإحترام اليوم من قبل العديد من دول العالم.
إن الدور الذي لعبته وتلعبه الصحافة الصحراوية اليوم بمختلف وسائطها ، لم يأت من فراغ ، بل كان نتاج إيمان راسخ وغيرة منقطعة النظير على القضية الوطنية العادلة ، وعلى حق الشعب الصحراوي المظلوم في تقرير المصير والإستقلال .
إننا لنثمن هذه الروح الوطنية التواقة ، وتلك الإرادة الصلبة المتجذرة في كل من جرى لسانه بالحقيقة ، وثبت إيمانه على الحق، وزاد إصراره على تبليغ الرسالة السامية لشعبنا البطل .
إننا نحيي أبطالنا الصحفيين والصحفيات في كل مواقع الفعل والنضال ، ونشد على إيديهم في فضح الإحتلال ، وتعرية أساليبه الدسيسة وأدواته الجهنمية ، ونقف معهم في إعلاء الحق والإشادة بالمكاسب والإنجازات العملاقة ، المحققة بفضل جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية ، و نحي في هذا المقام زملاءنا في المناطق المحتلة على صمودهم وتحديهم على الرغم مما يتعرضون له من اعتقالات وتعذيب وتنكيل وتضييق ، كما لا يفوتنا في هذا الصدد إلا أن نقف إجلالا وترحما على من كانوا ثمنا نفيسا لإنتصاراتنا ونجاحاتنا التي أبهرت العدو قبل الصديق ، إنهم شهداء القضية الوطنية ، الذين من بينهم شهداء هذه المهنة الشريفة بنبل مقاصدها ودلالاتها.
كما لا يسعنا إلا أن نثمن مجهودات أصدقائنا من الصحفيين الأجانب ، الذين وثقوا لقدر كبير من مسيرتنا التحريرية ، وساهموا أيما إسهام في نشر قضيتنا الوطنية للعالم عبر مختلف الوسائط .
إن رابطة الصحفيين والكتاب الصحراويين تدرك جيدا حجم التضحيات التي قدمها وما زال يقدمها الشعب الصحراوي على مذبح الحرية والإستقلال ، بدءا بالتنكيل والإعتقال والسجن والإختفاء القسري والإبادة الجماعية لشيبه وشبابه ولنسائه وأطفاله ، دون حسيب ولا رقيب ، مرورا بسياسة التجويع والنهب الممنهج لثروات الصحراء الغربية ، ووصولا إلى محاولات الطمس والإقبار لمعالم الهوية الصحراوية الأصيلة ، وبث المغالطات وزرع الشكوك في مشروعنا الوطني .
على هذا الأساس تحمل الرابطة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وكل محبي العدالة والسلام ، مسؤولية التقصير الملحوظ في مراقبة الوضع المتردي في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية ، والتهاون الفاضح في عدم إيجاد حل لهذا النزاع الذي عمر طويلا .
أما بخصوص الظروف الصعبة التي يمر بها العالم اليوم بسبب وباء كورونا ، فإننا نحمل الإحتلال المغربي ما سيلحق بالمعتقلين السياسيين والسجناء الصحراويين عموما في السجون المغربية ، من إهمال ونقل للعدوى ، ونناشد المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان العمل على إطلاق سراحهم دون شرط أو قيد .
وأخيرا فإننا ندعو كافة أبناء شعبنا في كل مكان إلى الإمتثال لضوابط الوقاية من فيروس كورونا القاتل ، والتحلي بالحيطة والحذر في وجه مخططات الإحتلال المغربي وأزلامه .
وإن ينصركم الله فلا غالب لكم .
رابطة الصحفيين و الكتاب الصحراويين في اوروبا
مدريد 3 ماي 2020