نحن و الطابور الخامس.
بقلم المامي حمادي اعبيد
غالبا ما نسمع السياسيين والاعلاميين والامنيين، سواء الوطنيين منهم او الدوليين يتحدثون في وسائل الاعلام او المنابر العامة مستعملين مصطلح الطابور الخامس وهو مصطلح معروف يستخدم للتعبير عن الخونة والأيدي الخفية التي تعيث فسادا في البلاد..
هذا المصطلح ربما يمر مرورالكرام على العديد منا بدون معرفة دلالته او البحث عن جذوره، من اجل الاستفادة و افادة الاخرين من هكذا مصطلحات مستعملة عالميا و في شتى الميادين السياسية منهاو الامنية و الاقتصادية.
لنرى من اين جاء المصطلح ومن قائله و ماهي المناسبة التي قيل فيها ؟
الطابور الخامس او La quinta columna : يعرف على انه عدد من الافراد اوالجماعات التي
تعمل على تقويض و اضعاف مقاومة أمة او قضية او مدينة محاصرة لصالح جهة معادية وقد تكون انشطتها علنية او سرية و تمكن ان تنطوي الاعمال السرية للطابور الخامس على التخريب والتضليل و التجسس داخل خطوط الدفاع من قبل المتعاطفين سرا مع قوة خارجية.
الجنرال القومي الاسباني اميليو مولا فيدل هو اول من استخدم هذا المصطلح خلال الحرب الاهلية الاسبانية ، فعندما حاصر مؤيدوه مدينة مدريد في اكتوبر 1936 كان قوامهم اربعة صفوف من القوات ، ادعى حينها ان لديه قوات اضافية من داخل المدينة و انهم سينضمون اليه في الوقت الذي ستحتل قواته مدريد.
وعلى االرغم من ان الجنرال فرانسيسكو فرانكو، قد فاز بتلك الحرب وتربع على السلطة في اسبانيا من سنة 1939 الى 1975 إلا ان تصريحات الجنرال اميليو مولا فيدل قد تركت اثرا كبير في النفوس، مثيرة موجة كبيرة من الرعب و الذعر في صفوف قوات فرانكو المحاصرة في مدينة مدريد مما جعل الشرطة والقوات العسكرية التابعة للجنرال فرانكو تفتش المدينة منزلا منزلا، بحثا عن الطابور الخامس المعادي ليبقى المصطلح متداولا منذ ذلك التاريخ الى حد اليوم و تم تدويله لتعريف الخونة باعتبار نشاطهم الهدام هو نوع من الحرب النفسية لزعزعت الاستقرار والامن في الجهات المعادية وبالتالي التاثير على المعنويات و الحياة العامة.
الشعب الصحراوي كباقي شعوب المعمورة لم يسلم هو الاخر من طابوره الخامس، ففي زمن الاستعمار الاسباني ومع بدايات النضال السري للشعب الصحراوي من اجل تقرير المصير والاستقلال بدأ الطابور الخامس يعد العدة ليضرب ويفشل هذا المسعى الحميد، بخلق جميع المعوقات النفسية وغيرها من اجل اجهاضه قبل ان يرى النور.
الاحتلال المغربي هو الاخر استثمر خيرات الصحراء الغربية المنهوبة واموال الخليج الطائلة في هذا التوجه و لم يفوت أية فرصة من اجل النيل من القضية الوطنية من خلال العملاء و بائعي الضمير من ابناء جلدتنا وهذا كله منتظرا من عدو يتفنن ويتقن الضرب تحت الحزام.
الا ان مانراه و نعيشه اليوم تخطى جميع حدود الاعراف الاخلاقية و الدينية فاصبح اصحاب هذا التوجه يجهرون بفعلهم ويتباهون به وكأن شيئا لم يكن و بدلا من ان نشجب الظاهرة اللعينة وننعت اصحابها و نعزلهم وننبذهم لأنهم هم السبب في إطالة معاناتنا اصبح المجتمع يتعايش مع الآفة واصبحت مألوفة لدينا و كأنها وسيلة للبحث عن لقمة العيش المباح ولو على حساب القضية وتنظر لها العامة بكل بساطة وكأنها امر عادي وطبيعي .
ان اطارات و مناضلي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب مطالبون اليوم اكثر من أي وقت مضى ، كل في موقع تواجده الى التصدي بكل عنفوان وصلابة للعملاء و الخونة الذين ينتسبون علانية او سرية لهذا الطابور وبالخصوص المتواجدين بيننا لانهم بكل بساطة اعمتهم المادة حيث اصبحو يتاجرون بمصيرنا وقضيتنا ويرونها وسيلة للاسترزاق وجمع المال. وقد آن الآوان بأن نتحلى بالمسؤولية ونسمي الامور بمسمياتها وان نرفض التعايش السلبي مع من يريدون تقسيمنا والنيل من كفاح شعبنا المشروع.
وبما ان التاريخ يسجل و القضية قضية وجود و بقاء فإننا ملزمون بالحفاظ على قضيتنا وصون الامانة التي تركت قوافل الشهداء في اعناقنا الى ان نحقق استقلالنا التام على ربوع وطننا
حينها سيصبح الطابور الخامس في مزبلة التاريخ.
المامي حمادي اعبيدي.