على الطرف الصحراوي ان يرفض مهمة المبعوث الشخصي.
بقلم السيد حمدي يحظيه
مهمة المبعوث الشخصي هي لعبة أخرى من الاعيب الأمانة العامة للأمم، وهي مهمة لا توجد اصلا في مخطط التسوية، واخترعها كوفي عنان سنة 1997م كي يحاول توريط الولايات المتحدة الأمريكية في الصراع علها تلقي بثقلها الى جانب جيمس بيكر، أول مبعوث شخصي،، لكنها لم تفعل. في مخطط التسوية الذي لم تبق منه سوى الأطلال توجد مهمة الممثل الخاص التي تحولت الآن الى مهمة ميتة لا يعرف عنها احد اي شيء، ولا يعرف من هو صاحبها..
اذا كانت البوليساريو، رسميا، قد اعلنت انها ستراجع تعاملها مع الأمم المتحدة فلتبدأ برفض مهمة المبعوث الشخصي. من خلال تعاملنا مع المبعوث الشخصي منذ أكثر من عشرين سنة اكتشفنا انه مثل “المحكن”(القمع) لا يُميّل ولا يعادل. هو شخص يأتي ويقضي سنوات يتجول من فندق الى فندق ومن عاصمة إلى عاصمة ثم في الأخير يستقيل ويحصل على تقاعد مريح. تتكرر التجربة مع ممثل اخر لمدة اربع سنوات ثم يستقيل ويرحل، وتتكرر العملية مع مبعوث جديد حتى يوم البعث. اذا ظللنا نكرر نفس التجربة وننتظر بنتائج مغايرة فنحن اغبياء فقط. في الحقيقة من حق الأمم المتحدة ان تخدعنا وتبالغ في خداعنا والضحك على ذقوننا وقفانا، واذا ظللنا نجاري الامم المتحدة في خداعها لنا فهنيئا لنا ولها. الممثل الشخصي هو درع يحتمي به الامين العام او هو منشفة يمسح فيها يديه امام الأمم المتحدة ومجلس الأمن وأمام الطرفين.
منذ زمن طالبنا بأن يكون الممثل الشخصي من دولة قوية تقف الى جانبه إذا حاول المغرب ان يستهزأ به. لكن، بسبب طول المدة وبسبب النعاس، يبدو أننا نسينا مطلبنا ذلك وقبلنا فالسوم وكالسوم وغالسوم وكوهلر ومن الممكن ان نقبل السلوفاكي او السلوفيني او حتى نقبل ممثلا من كوكب آخر. الان سمعنا ان غوتيريس سيتحدانا ويعين مبعوثا من سلوفاكيا اسمه في منتهى الصعوبة، وبكل تأكيد ان دبلوماسيينا سيخطئون كثيرا في نطق اسمه وقد يحتاجون الى فترة تربص لحفظ اسمه. سلوفاكيا هي دولة صغيرة غير قادرة على الدفاع عن اي من موظفيها، وبالتالي الرجل سيفشل في أول محاولة، والحل الامثل هو ان نرفضه نحن مسبقا. بكل تأكيد انه سيبدأ من الصفر وسيلف ويدور حتى يتعب ثم ينصرف “ومشات حكايتك توكل لبسيس ومشات حكايتي توكل لحشيش.” مرة اخرى يصر غوتيرس- اذا صح ما سمعنا- على اختيار ممثل من الاتحاد الأوروبي كي تبقى القضية اسيرة سياسة الاتحاد الاوروبي.