رسالة من مواطن صحراوي الى قمة الاتحاد الإفريقي الثالثة و الثلاثين.
بقلم بلاهي ولد عثمان
يضم الاتحاد الأفريقي 55 دولة كاملة الحقوق و الواجبات، ويعتبر أكبر تجمع على مستوى القارات الخمس، ويسير الاتحاد بخطى وثيقة نحو مستقبل زاهر للقارة السمراء التي عانت الويلات و الحروب و التشريد و الاستعمار خلال القرن العشرين أكثر من غيرها.
ونحن نعلم ان قوة الاتحاد الأفريقي تكمن في قوة قراراته و حضوره و تأثيره في القرار الدولي غم ان ذلك لازال دون المستوى.
انني اثمن كثيرا ما يقوم به هذا الإتحاد فيما يتعلق بقضية استكمال تحرير باقي اراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية و لكنني اراه دون المستوى الذي كنت اتوقع من قادته.
و كمواطن من الشعب الصحراوي ومن الجمهورية الصحراوية التي يعتبرها الاتحاد وفق مقرراته و منشوراته آخر مستعمرة في القارة، دون أن نغوص في معنى تلك العبارة، نقف كثيرا أمام هذا التقصير من قبل الاتحاد.
ان الشعب الصحراوي ومن خلال دولته، يواصل وبكل الطرق البحث عن أفضل السبل للوصول إلى الهدف الأسمى الذي ينشده، ألا وهو الاستقلال الكامل و الحرية، و كامل السيادة على أراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وقد قطع اشواطا كبيرة في ذلك الاتجاه.
ان اتحادكم الموقر يجب أن يلعب دورا حقيقيا ملموسا على أرض الواقع، و ليس على الورق من أجل الوصول إلى حل النزاع على ارض بلدي الصحراء الغربية، بما يضمن حق شعبي في تقرير المصير وفق مقررات الامم المتحدة و ما تضمنه الشرائع الدولية من قوانين و توصيات حول ذلك.
انني كصحراوي يحز في نفسي ان يكون بلدي عضوا في الإتحاد الافريقي، و تخالف بعض مؤسساته القانون الاساسي الذي يوصي باحترام سيادة الدول الأعضاء، و اقصد هنا اتحادية كرة القدم الافريقية (الكاف)، التي أقامت دورة الألعاب الإفريقية لكرة القدم في القاعة المغطاة في العيون المحتلة، و برعاية الإحتلال المغربي وقبل يومين خرج المشاركون في تلك التظاهرة بمسيرة تدعم و تشرع الاحتلال، و هذا عمل مرفوض لابد من محاسبة مرتكبيه، و على رأسهم رئيس الكاف.
و اذا كان الاتحاد الإفريقي يقدر كفاح الشعب الصحراوي و يثمن تضحياته، عليه ان يقوم بدور أكبر من خلال المشاركة في البحث عن الحل،و التعاون مع الأمم المتحدة و الضغط على المنتظم الدولي لكي يتمكن الشعب الصحراوي الأفريقي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال، والتعجيل في حل النزاع، والمساهمة في وقف معاناة اللاجئين الصحراويين، والاسراع في عودتهم إلى بلدهم في ظروف مناسبة يمارسون من خلالها حريتهم و سيادتهم على أرضهم الساقية الحمراء و وادي الذهب.
بقلم بلاهي ولد عثمان