الصفقة المشبوهة، الصحراء الغربية مقابل التطبيع المغربي.
بقلم بلاهي ولد عثمان
الصفقة المشبوهة الصحراء الغربية مقابل التطبيع المغربي.يبدو ان قضية الصحراء الغربية كانت حاضرة ضمن نقاشات ما يسمى بصفقة القرن، و لكن للكعبة رب يحميها، بفضل تضحيات جيشها، و شهدائها و شعبها الصامد خلف ممثله الشرعي و الوحيد، طليعة كفاحه جبهة البوليساريو.
لا يملك المغرب ما يساوم به على عدالة قضية الصحراء الغربية، و أحقية الشعب الصحراوي في تقرير المصير، امام اقرب حلفائه و أكثرهم دعما، وهو فرنسا فما بالك بالكيان الصهيوني، و أعظم دولة في العالم الولايات المتحدة الأمريكية.
يمكن للمغرب ان يساوم الدول الفقيرة في حواشي أفريقيا أو امريكا اللاتينية، و يقدم لها فتات اغراءات مجهرية تراها كافية للاستهلاك من قبل المسؤول المعني مباشرة بتلك الصفقة، لكنه غير قادر على اقناع الدول العظمى، بما فيها فرنسا بما يسميه (مغربية الصحراء) مهما حاول، ولم يتمكن من بيعها في المزاد السري، مقابل التطبيع مع الكيان الصهيوني.
لم يدرك بعد المخزن المغربي و رغم تشبثه الظاهر بالدين، و امارة المؤمنين ان دعوة المظلوم ليس دونها حجاب.
إن السياسي المغربي عندما يناقش قضية الصحراء الغربية مع غيره، يبقى يجتر شريطا قديما أصبح يحتوي بعض المساحات المفقودة، و عليه ان يشحن نفسه بالكذب و الافتراء و استعمال الرشوة، لكي يصل إلى ما يريد.
قد لا تكون جبهة البوليساريو على علم بما جرى بين أطراف ما اصطلح عليه صفقة القرن التي أثارت الكثير من اللغط و الشكوك في نوايا امريكا تجاه القضية الفلسطينية، و يبدو أن الإحتلال المغربي حاول ان تكون له موطئ قدم في تلك الصفقة المشبوهة، لكنها فشلت على ما يبدو بعد تسريب القناة 13 الإسرائيلية، رفض الولايات المتحدة الأمريكية اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء الغربية مقابل ضمان التطبيع الكامل للمغرب مع الكيان الصهيونية، هذا التطبيع الذي وصل إلى أعلى درجاته في السر و العلن منذ عقود.
قد لا يستحي المخزن المغربي من اعلان التطبيع الكامل، و لكن الشرائع و القوانين الدولية و مقررات الامم المتحدة، و حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير تفرض عليه و بطريقة غير مباشرة التزامه تلك الحدود المرتبطة بقضية الصحراء الغربية، و ذلك لأنه ببساطة لا توجد أي دولة في العالم تعترف بسيادته على الصحراء الغربية مهما وصلت علاقاته بها.
الضامن الحقيقي للشرعية الدولية هو كفاح الشعب الصحراوي و وحدته في وجه كل ما يحاك ضده في السر و العلن.
بقلم بلاهي ولد عثمان