الصحفيون والكتاب الصحراويين ذكاء وإلتزام وتضحية…
بقلم حمدي حمودي
ابرقت وأرعدت وصبت بانفعال كبير الامطار في أشبيليا، كانت المياه تملأ الطرق والسبل والترع لتصب كلها في مجرى “الوادى الكبير”،وكأنما تشابه في انفعالها ما كان يحدث داخل قاعات النقاشات، حب الوطن فيها هو “الوادي الكبير”.
وجوه كثيرة جديدة غيمات طاهرة نقية لم اصادفها من قبل، إنه شيء يفرح كثيرا ويسر ويطمئن ان الأمانة تنتقل الى اجيال جديدة تمتلك القدرة والشجاعة والتحدي والذكاء وتلك المميزات التي ظلت عنوانا مطبوعا على جبين “المقاتل الصحراوي” الذي اثبت للعالم انه رقم صعب في معادلة التحدى وصنع المستحيل على ارض الميدان وقدم دروسا ابهرت الصديق قبل العدو.
الارض في حرب التحرير لم يكن احد يراها مناسبة من ناحية المناخ الصحراوي الصعب، وارضية المعارك المكشوفة، والامكانيات المادية الشحيحة.
لكن كانت للمقاتل الكلمة النهائية، التي حققت المستحيل بفضل روح التضحية والابداع وصنع الفارق الكبير بينه وبين العدو تلك الروح الثائرة لم تكن الا جزءا من طباع امتاز بها شعبنا والتي تسمى “التفكريش”.
انه ليس الرفض للخنوع و لا الرفض للاستسلام فقط بل القدرة على تغيير الواقع، والقدرة على انتاج اسلحة النصر .
سلاح الحق سيف حاد قاطع بتار سلاح ظل في يد شعبنا يقطع به يد السارق الذي ينهب الثروات، وحينما تنتهك حقوق الانسان تلك الحرمات يتحول الى حجارة يرجم بها المجرمون الذين يخالفون شرع الله.
سلاح كان له رنينه في مقررات وقرارات الجمعية الرابعة للاعلاميين والكتاب
لامتشاقه.
الكثير من طرق الاستخدام والتكتيكات والتي تتطلب الثبات في الميدان والشجاعة ومحاكاة المقاتل في همته واعتماده على قدراته الذاتية في الحاق الهزيمة المدوية بالعدو وبأقل خسائر.
مشاعر الانسجام والمحبة والكرم والروح الرفاقية التي احتوتنا بها الجمعية الاسبانية في الاندلس والمكتب وجمعية الجالية، كانت ومضات غير خافية في العمق الاستراتيجي لعمل الرابطة في التوجه الى تلك المكونات والحواضن وربط الاتصال بها بحبل الرابطة.
ستكون كاسا صحرا “امنتو حيدار” شاهدة على دفء النقاشات التي ظهر فيها عمق المشاعر التي ابكت الرجال.
وسيكون الفضاء الرحب الذي ختمت به الجمعية العامة اعمالها اشارة قوية الى جزء من روح الابداع وصنع الحدث وقلب موازين التفكير حيث ان الانسان الصحراوي حينما يريد النجاح يحول كل شيء الى نصر ،رأينا اولى بوادره حين ارتجفت منه ابواق العدو واعلامه الظالم.
وان المدبر الكبير الله جل جلاله حول ذلك اليوم الختامي الى
يوم مشرق جميل نتمنى أن يكون فأل خير وبركة.