في إطار استراتيجية الحركة التضامنية الإسبانية مع الشعب الصحراوي على المستوى البلدي: انطلاق أشغال ندوة عموم بلديات كاديث المتضامنة مع القضية الوطنية
كاديث/ موقع الرابطة/ هيئة التحرير
انطلقت صباح اليوم بمدينة كاديث جنوب إسبانيا، النسخة الثانية من ندوة البلديات المتضامنة مع القضية الصحراوية، بمشاركة وفد صحراوي يترأسه عضو الأمانة الوطنية والي ولاية الداخلة، السالك بابا حسنة، وممثل الجبهة بالأندلس، محمد ازروك. أما من الجانب الإسباني فقد شاركت معظم بلديات كاديث بعمدائها وأعضاء مجالسها البلدية وممثلين عن المجالس المنتخبة ورؤساء جمعيات التضامن مع شعبنا، إضافةً إلى السيد كارميلو راميريث، رئيس فيدرالية البلديات الإسبانية المتضامنة مع القضية الصحراوية العادلة.
وخلال افتتاح الندوة، أكد عمدة بلدية كاديث، خوسي ماريا غونثاليث، أن البلديات الإسبانية الجنوبية تجدد من خلال هذه الندوة وقوفها إلى جانب الشعب الصحراوي وأنها كمؤسسات رسمية إسبانية ومنتخبون من طرف الشعب الإسباني يعتزمون من خلال الندوة تقوية أواصر التعاون والصداقة مع الشعب الصحراوي. وأضاف عمدة المدينة، الحدودية مع المغرب، أن عقد النسخة الثانية من هذه الندوة هو رسالة واضحة للحكومة الإسبانية المقبلة كي تضع ملف تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية ضمن أجندتها الخارجية للمرافعة عن حق الشعب الصحراوي في الاستقلال والتنديد بجرائم الاحتلال المغربي في المناطق المحتلة.
من جانبه، عضو الأمانة الوطنية للجبهة، السالك بابا حسنة، عبر عن تقدير الشعب الصحراوي والبوليساريو للجهود المبذولة من طرف عمدة البلدية وطاقمه وكل البلديات المشاركة. كما وضع الحاضرين، خلال افتتاح الندوة، في صورة تطورات القضية الوطنية وخاصة بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي وقبيل انعقاد المؤتمر الخامس عشر للجبهة.
وخلال أشغال الجلسات الصباحية دارت نقاشات قدمها عمداء البلديات وأعضاء المجالس المنتخبة، ركزوا جميعاً على ضرورة مضاعفة الدعم السياسي أولاً للمرافعة عن القضية الصحراوية العادلة ثم الدعم الإنساني الموجه للاجئين الصحراويين بالمخيمات للمساعدة على الصمود حتى تحقيق الاستقلال الوطني الكامل للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
وقدم بعض المشاركين المشاريع التي تنفذها بلدياتهم في المخيمات والتوأمات التي تربطها بنظيراتها في المخيمات.
السيد كارميلو راميريث، تطرق في مداخلته إلى السياق التاريخي والسياسي للاحتلال المغربي للصحراء الغربية ومواقف مختلف الأطراف الفاعلة كفرنسا وإسبانيا المتسمة بالعرقلة الدائمة لأي حل قد ينهي الاحتلال. وأشار راميريث في مداخلته إلى جهود جمعيته المنتشرة على كامل التراب الإسباني والتي تضم أكثر من 500 جمعية ترافع كلها حق الشعب الصحراوي سواء على المستوى الجهوي أو الإقليمي. وحث راميريث على مضاعفة الجهود وزيارة المخيمات ورسم استراتيجيات تضامنية على مستوى البلديات من شأنها الاستمرار بغض النظر عن الحزب الحاكم في البلدية. واقترح عمداء بعض البلديات تنفيذ مشاريع إنسانية مشتركة بالمخيمات تمولها بلدياتهم كقطاع الماء والصحة والتعليم وغيرها من ضروريات صمود الشعب الصحراوي بالمخيمات.
موضوع الأرض المحتلة كان حاضراً في النقاشات والمداخلات، حيث أكد الحاضرون على وجوب زيارة المناطق المحتلة للوقوف على انتهاكات حقوق الإنسان بالصحراء الغربية وإظهار الدعم والمساندة للشعب المنتفض في وجه الاحتلال والتنديد باستمرار سجن المعتقلين السياسيين الصحراويين في سجون العدو المغربي. وشجع راميريث عمداء البلديات على زيارة المناطق المحتلة للضغط على اسبانيا الرسمية في موقفها المتخاذل.
وتعد هذه الندوة هي الثالثة من نوعها على مستوى الدولة الإسبانية، بعد ندوة شهدتها مدينة فيغو شمال اسبانيا الشهر الماضي. ويأتي عقد هذه الندوة في سياق استراتيجية جديدة انتهجتها البلديات الإسبانية المتضامنة مع القضية الصحراوية العادلة تقتضي بمضاعفة الجهود والضغط من داخل المؤسسات الرسمية الإسبانية على الحكومة لاتخاذ موقف إيجابي يساهم في إنهاء استعمار الصحراء الغربية. ومن شأن هذه الجبهة الموحد على المستوى البلدي أن تشكل منصة جديدة للدعم السياسي والإنساني للشعب الصحراوي للصمود في وجه الاحتلال المغربي. وطالب عمداء البلديات وأعضاء المجالس المنتخبة بتنظيم مثل هذه الندوة بشكل سنوي في كل البلديات وتعزيز المبادرات المشتركة لتشكيل قوة ضغط سياسية وإنسانية مع القضية الصحراوية العادلة.