إذا تم استئناف الحرب!!!
السيد حمدي يحظيه
القضية الصحراوية وصلت الى اخر المطاف، والمغرب الذي ربح 43 سنة من المناورات والمغامرات والحظ، والكذب والوساطات والابتزاز وصل الى حافة الجرف: اما القفز الى الهاوية او التراجع.
الامم المتحدة، ايضا، مثلها مثل المغرب، جربت كل حلولها ومحاولاتها واقتراحاتها وتصوراتها وخططها، ووصلت هي الأخرى إلى حافة الجرف: الهاوية او تتراجع .
وقوف المغرب والأمم المتحدة على حافة الجرف، بسبب سوء تدبيرهما للقضية وعدم تقدير قوة الشعب الصحراوي وصموده، وبعد استنفاذ كل المخططات، يفرض تحريك القضية الى الامام والخروج من الجمود واللف والدوران. لم يعد هناك أي مبرر لبقاء الأمم المتحدة لتمارس مزيدا من العبث، وبالتالي حين ننظر يمينا وشمالا لا نجد، للأسف، إلا الحرب؛ يعني الأمم المتحدة، بسبب خطأ في التقدير، ستكون هي المسؤول عن عودة الحرب.
لكن حين نتمعن في عودة الحرب، ولو لبرهة، سنجد أنفسنا أمام وضع يتميز بما يلي: على مستوى الحرب بين الطرفين، المغرب والجمهورية الصحراوية، سوف لن تكون، بكل تأكيد، مثل حرب السبعينات والثمانينات. فالآن بمجرد ان اعلنت البوليساريو عن نيتها في إعادة النظر – فقط اعادة النظر وليس شن الحرب- في التعامل مع الامم المتحدة، بدأ الشباب المغربي يهرب ويترك خنادق القتال لسبب بسيط هو انه شباب واعي ومثقف، وعرف أن القتال ضد الصحراويين هو نوع من الانتحار، كما أنه، من جهة أخرى، عرف وفَهِم ان الصحراء الغربية هي أرض الصحراويين ولا علاقة لها بالمغرب. من جهة ثالثة هذا الشباب الذي يريده المغرب ان يقاتل هو نفس الشباب الذي يرى يوميا على أرصفة الشوارع في الدار البيضاء والرباط بقايا المحاربين والاسرى والجرحى يأكلهم الدود والفقر والبرد والمرض يفترشون الكرتون، ويتعرضون للضرب على يد قوات المخزن.
بالنسبة للشباب الصحراوي الذي سيقاتل الآن هو شباب يرى المقاتلين القدماء والجرحى يحزمون أمتعتهم ويتوعدون بالحرب، وهو شباب يريد الانتقام لكرامته ولشهدائه ولوطنه، وبدل ان يهرب من الخنادق مثل الشباب المغربي، بدأ يستعد للحرب بفرح من الان.
الحرب الان لن تكون مثل حرب الثمانينيات والسبعينات. فالشباب الذي سيخوضها الان ستكون قيادته الميدانية من فيالق الشباب الذي التحق بالحرب في سنوات 1984م، وهي الفيالق التي حطمت الحزام وقبضت على لعبيدي عبد السلام وحطمت راجمته، وهي التي فرضت على مجلس الأمن أن يعلن عن وقف إطلاق النار لإنقاذ المغرب من الهزيمة.
الحرب الآن لن تكون مثل حرب الثمانينيات والتسعينات. الحرب الآن، بسبب الدروس المستخلصة من الحرب الماضية، لن يتم فيها فك الحصار عن الفيالق المغربية المحاصرة في لمسيد والزاك، ولن يتم فيها اعادة الفيالق المغربية التي تستسلم، ولن يتم فيها الانسحاب مثل سنة 1991م احتراما للسلام، ولن يستطيع أحد ان يتدخل لأن هدفها لن يكون هو إحراز مكاسب سياسية، لكن يكون هدفها هو الحسم.
على مستوى عالمي لن يستطيع احد ايقافها اذا نشبت لسبب بسيط هو أن الأمم المتحدة فشلت في حلها وجربت كل الخطط التي تخطر على البال ولم تفلح. من خارج الأمم المتحدة لن يجرؤ أحد على الوساطة لانه لا احد يثق في عهود المغرب المعروف بتملصه من تعهداته.
بالتالي إذا تم استئناف الحرب…. !!!!
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه