مقالات
ثورة الملك والشعب؟
محمد حسنة
نسمع في المغرب عن “ثورة الملك والشعب” فهل لدى الملك والشعب رؤية موحدة لتغيير الواقع المرفوض، الذي يئن فيه ملايين المغاربة تحت سوط الظلم والقهر، ويعانون فيه من عذابات الفقر وسوء الخدمات الإجتماعية منذ أن تسلطت على رقابهم الملكية المطلقة، التي يحاول المخزن عبثا تهذيبها بمصطلحات ك “الملكية الدستورية، وثورة الملك والشعب”؟
فالملكية الدستورية تعني أن الملك يسود ولا يحكم ، أما ثورة الملك والشعب فلا ندر ماهو القاسم بينهما.
الثورة مبادئ وقيم إنسانية راقية ، لا تتوفر إلا في الأحرار، فهل خدمت سيرة الملوك المغاربة، الشعب المغربي في شئ، وهل ذهبت بهم إلى الأفضل؟ هل كان أو أصبح الشعب المغربي نموذجا في الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وفي التقدم والرقي؟ هناك أسئلة كثيرة تتناسل من الواقع المغربي المزري منذ الماضي وحتى الحاضر، وكفيلة بفضح أمر الملكية المطلقة، والثورة المزورة التي يهلل لها المخزن في كل مناسبة.
على المغاربة أن يدركوا معاني ودلالات المصطلحات المفبركة، وأن يحللوا واقعهم، وأن يضعوا كل معطياته في كفتي ميزان، وحينذاك سيدركون الحقيقة المرة، التي ترجح كفة السلبيات على الإيجابيات.
عند الوصول إلى هذه النتيجة، فإن الأمر يستدعي بما لا يدع مجالا للشك، ثورة حقيقية، تكون مظفرة من الشعب المغربي على الملك والملكية الطاغية للوصول إلى الواقع المطلوب، ذلك الواقع الذي سينعم فيه المغاربة بالحرية والكرامة وبسؤدد الحياة ورفاهها، ولن يكون ذلك إلا في ظل نظام جمهوري، يحترم نفسه وجيرانه، ويضمن التدوال على السلطة طبقا لبرامج إنتخابية هادفة وبناءة، تضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل أشكال الذاتية والمحسوبية ومختلف التقسيمات القبلية والمناطقية، التي يذكيها النظام المخزني بين الفينة والأخرى، ليخمد روح المغاربة وريحهم المقاومة لكل أشكال الهيمنة والطغيان، وهنا يتحتم على المغاربة جميعا إستلهام العبر مما فات، فالعود محمي بحزمته ضعيف حين ينفرد، وأمام العزيمة والتلاحم ووحدة الهدف، تهون الصعاب وقد تزاح الجبال الراسيات، وما على الشعب المغربي المضهد إلا أن يعبر عن إرادته للحياة ولله القدر.