هل الحرب محطة حتمية في النزاع الصحراوي وكيف ستكون؟
بقلم: عبد الله ولد بونا
لم تصدر تصريحات الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي من فراغ ؛ ولم تكن مجرد تكتيك ضاغط على المغرب وعلى أطراف النزاع الإقليميين والدوليين حين قال إن محطة الحرب مع المغرب محطة حتمية .
إن ذلك التصريح جدي بما يكفي ليدفع المغرب لإعلان الطوارئ في خطه الدفاعي ويلغي إجازات جيشه .
إن انعدام افق للحل مع تفكك أو تراخي الدور الدولي الوسيط في النزاع ؛ والعقبات الكثيرة التي زرعها المغرب في طريق السلام والتي خلقت مناخا ضبابيا كثيفا يمنع حل اقدم نزاع وآخر نزاع في القارة الإفريقية صنف أمميا كحالة استعمار أخير في القارة الإفريقية ؛ يفتح احتمالات صعبة للمغرب وللإقليم عموما ؛ ويدفع بسرعة نحو حرب لن تكون تقليدية إن دارت رحاها.
لم تعد استراتيجية حرب العصابات كما هي ؛ تلك الاستراتيجية التي أجادها جيش التحرير الصحراوي في شكلها التقليدي القديم ؛ وحقق بها انتصارات ميدانية يشهد بها معرض الغنائم الصحراوية ؛ وتاريخ المواجهات الخاطفة مع الجيش الملكلي المغربي الأكثر عددا وعدة ؛ والذي تحول مبكرا لحالة الدفاع في جداره المحصن.
سرايا دبابات وناقلات جنود ومدرعات ومدفعية ميدان وانواع الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة المغربية وآلاف الأسرى المغاربة ؛ واستنزاف مرير للمغرب ماقبل وقف إطلاق النار عام 1991 بوساطة آمريكية أممية.
وبعد 30 عاما من وقف إطلاق النار يبدو الحل السلمي الذي ندعو له جميعا ويدعو له العالم ابعد مايكون.
لكن جيش التحرير الصحراوي يبدو أكثر قوة واستعدادا لجولة حرب جديدة ستكون مختلفة تماما ؛ فحرب العصابات اليوم صارت ابعد مدى وأعمق غورا خلف خطوط العدو مهما تفوق تقليديا ؛ فهذا عصر ( الدورون ) الطائرات المسيرة ؛ والصواريخ بسيطة التكلفة والتركيب والإطلاق ؛ ويرجح خبراء عسكريون أن يكون جيش التحرير الصحراوي قد امتلك اسرابا متنوعة من الدورون ومن الصواريخ المناسبة لتوجيه ضربات تكتيكية مفاجئة تربك العمق المغربي ؛ وتوقف السياحة في مراكش وكاز بلانكا وربما تطال الرباط وفاس ومكناس بل قد تصل لأقصى نقطة مغربية في الشمال والشمال الغربي .
ولكم ان تتصوروا أثر ذلك على الاقتصاد المغربي .
ولن تكون مراكز القيادة والتحكم ومخازن الذخيرة وتجمعات المشاة في الخط الدفاعي المغربي وفي قواعده داخل الصحراء الغربية ببعيد من الطائرات والصواريخ الصحراوية؛ وكذلك كل المنشئات الحيوية في العمق المغربي .
وقد أشار مراقبون للشأن الصحرواي إلى وجود استراتيجية صحراوية لتملك ناصية علوم الحرب المعاصرة غير التقليدية عبر بعثات طلابية منتشرة عبر العالم ؛ وإلى وجود مصادر تزود باجيال حديثة من الطائرات المسيرة وتقنيات صواريخ الميدان والصواريخ متوسطة وبعيدة المدى التي تستطيع إرباك المغرب تماما.
لا احد يريد الحرب ؛ لكن اي قراءة موضوعية لوضع اللا حرب واللا سلم القائم ؛ وتعثر مشروع الامم المتحدة لحل النزاع ؛ كل ذلك ينذر بدورة حرب جديدة لن تكون تقليدية بكل تأكيد.
لا نامت اعين الجيناء
بقلم: عبد الله ولد بونا