نشك أن محمد السادس هو من يحكم المغرب
نشك أن محمد السادس هو من يحكم المغرب
بقلم السيد حمدي يحظيه
لا يقل لي أحد أن هذا بديهي ومعروف، وان المخزن هو الذي يحكم، وفرنسا هي التي تتحكم وتسيطر، والمال العربي هو الذي يحل مشاكل المغرب. على رسلنا جميعا. نحن فقط نحاول أن نقرأ، باختصار، الجديد في هذا الموضوع. في زمن الحسن الثاني كانت فرنسا تتحكم في السياسة الخارجية فقط، وكان المخزن أداة للبطش، وكان الحسن الثاني هو من ينسق كل الخيوط بيده. هذا مما لا جدال فيه. كان الحسن الثاني يحكم في داخل المغرب وحده بلا حكومة وبلا برلمان وبلا مستشارين، وكان يسيطر على السياسة الداخلية بالملمتر، فلا تتحرك نملة إلا بأمره وتحت عدسته، وكان يزن لقط من ذيله، وكان لا ينام إلا ساعتين ولا يخرج من المغرب إلا نادرا، وكان يقتل ويسجن ويدمر، وكان هو المغرب والجميع يرتعد منه، وحتى الأسرى المغاربة الذين كانوا عند الصحراويين كانوا يرفضون سبه خوفا من أن يسمعهم- ليس احتراما له لكن فقط خوفا منه- رغم بعدهم عن المغرب بآلاف للكيلومترات. كان الحسن الثاني يقضي الليل ساهرا “عينه حمراء” وبالكاد سيطر على المغرب. صحيح كانت فرنسا تدعمه وتقف إلى جانبه، وكان المال العربي السيال يخرجه من ورطاته، وكان المخزن هو مخلبه الذي يبطش به ، كنه كان هو ” رب المغلى” في الداخل.
مات الحسن وجلس إبنه الذي كان يوصف بالغبي والمثلي والسكير مكانه، وبدأ المغاربة يقبلون اليد ويركعون ويخفضون ويرفعون. مرت عشرون سنة على موت الحسن الثاني، ورغم ذلك بقى المغرب يسير بنفس النهج: المخزن يبطش ويضرب ويسلخ ويملخ، ومن يرفع صوته تتم معاقبته وتجريمه، ومن يفتح فمه يلقم حجرا. بقى المغرب في تسييره الداخلي، يسير كأنما لازال الحسن الثاني الحازم اليقظ حيا. ورغم تقدم الوعي خلال هذه العشرين سنة، ورغم الثقافة الالكترونية، ورغم جو الحرية والانفتاح والتواصل الذي أنعمت به الإتصالات الرقمية بقى المغرب يسير كأنما لازال الحسن الثاني حيا. إذن، من الذي حل محل الحسن الثاني في تسيير المغرب داخليا- خاصة داخليا-؟ بكل تأكيد انه ليس محمد السادس!!! إذا كان الحسن الثاني كان لا ينام ولا يغادر المغرب ولا يخرج ولا يتفسح وبالكاد سيطر على المغرب ودفع حياته ثمنا للسيطرة، فكيف لمحمد السادس الذي لا يدخل المغرب ولا يقضي الليل ساهرا ولا يتابع ما يجري وليس لديه رجال اشداء مثل البصري والدليمي، كيف له أن يقوم بتسيير المغرب ونحن في وقت الديمقراطية وحقوق الإنسان والاتصالات؟ محمد السادس لا يدخل المغرب ومكتبه في باريس ومستشفاه في باريس ومطعمه في باريس وحانته في باريس، ويقضي الايام بين متاجر المثليين يشتري ملابس الموضة، وصوره تملأ منصات التواصل وهو يتجول في حالة سكر طافح. اهتمامه منصب على السفر والسياحة وباريس وبناء القصور وشراء الطائرات والبواخر الشخصية والبلاد تعيش تحت السيطرة كأنما لازال الحسن الثاني حيا يتابع النمل في تحركاته. هل مثل هذا الشخص هو الذي يسيطر على المغرب؟
غداة موت الحسن الثاني كانت فرنسا تحمي المغرب في سياسته الخارجية، لكنها كانت تترك للسياسة الداخلية للحسن الثاني . حين مات الحسن الثاني سنة 1999م سمعنا أن جاك شيراك رئيس فرنسا، وخوفا من ثورة في المغرب، نقل ادارة البلد داخليا وخارجيا إلى باريس، وأصبح مكتب الملك هناك، وتم انتزاع منه كل السلطات. الدور الوحيد الذي تركته فرنسا له هو الظهور الشكلي والخطابات في الذكريات واستقبال السفراء، اما الباقي فقد تم انتزاعه منه سبب ضعف شخصيته وعدم قدرته وقدراته على السيطرة على المغرب الذي لا يسيطر عليه إلا أمثال الحسن الثاني.
الآن تأكد ما سمعناه سنة 1999م من أن الرئاسة الفرنسية حولت تسيير المغرب كله إلى باريس. في الواقع غير معقول وغير منطقي أن هذا المغرب الذي يغلي ويفور ويثور يحكمه هذا الملك المريض، المدمن الذي لا يدخل البلد إلا إذا كان سيلقي خطابا أو يستقبل السفراء.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه