صحف عالمية
العنصرية في الدين: بدعة وضلالة!
بقلم: محمد حسنة
صحراوي عارف بكتاب الله، عين إماما لمسجد في مدينة بوجدور المحتلة، وبسبب إنتمائه العرقي، رفض الكثير من الصحراويين هناك الصلاة خلفه، متحججين ببدع لم ينزل بها كتاب الله من سلطان.
إن من يوظف العنصرية في الدين، فالدين منه براء، كما انه جاهل ومنافق، إذا لم يكن قد سمع، أو تنكر عمدا لقوله تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، ولقول رسولُه صـلى اللهُ عليهِ وسلـم: (لا فرق بين عربي و لا أعجمي، ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى).
هناك من يدعون أنهم شرفاء وهم وحدهم الفقهاء والمتمكنون من ناصية الدين وشرائعه، وما شرفهم وإدعاؤهم هذا إلا بدعة لا اساس لها عند الرجوع الى كلام الله المنزل والمنزه من كل شائبة، والغريب في أمر مثل هؤلاء الجهلاء المحرفين، أنهم ينظرون لمن دونهم لونا أو مكانة إجتماعية من عباد الله الأتقياء ، على أنهم مجرد أتباع لهم، لا يتبعون خاصة في الصلاة، ولا يحق لهم مجاراتهم في فقه دين الله وأداء فرائضه، وهذه بدعة مردود عليها بعلم علماء الدين الحقيقين، الذين لا يخشون في قول الحق لومة لائم ، وما خوفهم إلا من الله وحده لا شريك له.
التقصير في مثل هذه الأمور، قد يعود الى عدم الإستفسار فيها، أو إلى عدم عرضها على دور الفتوى، أو إلى التفسير الخاطئ لماجاء في القرآن الكريم، وهذا ربما هو ألذي ساعد في إستفحال ظاهرة العنصرية في الدين، لتتحول الى ذهنيات أصبحت راسخة عند السواد الاعظم من مجتمعنا الصحراوي، الذي تغلب عليه البداوة، والجهل والنفاق في بعض أحكام الدين الإسلامي الحنيف، ويظهر ذلك جليا حين يفضل أهلنا في المدن المحتلة، الصلاة خلف إمام مغربي جائر، عوض الصلاة خلف إبن عمومتهم، الذي يستحقرونه بسبب ذهنياتهم البالية والتي ليست من ديننا السمح في شي، والدليل أن إبن العمومة هذا، مرتب إماما حسب مؤهلاته وحفظه لكتاب الله ومعرفته الكاملة بشرائعه، إنها المفارقات حقا! فإلى متى ونحن أسيرون لتعصب زائف وحياة دينية خالية من التأمل والارشاد؟
إن البدع وعدم أخذ كلام الله بحذافره، لهو التخلف الفكري والتزوير العقائدي بعينه الذي لا يغتفر، فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وهذا ما يجب أن يعلمه هؤلا الضالون العنصريون في الدين، إن أرادوا التوبة والتكفير عن ذنوبهم، والابتعاد عن تحريف دين الله العظيم، الذي أنزل هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.
نسأل الله الهداية إلى طاعته وحسن عبادته.