إستقالة كوهلر: دوام الحال من المحال
بقلم :لحسن بولسان
في أسباب إستقالة السيد كوهلر تتقاطع المعطيات وتتعدد الاحتمالات والأسباب المعلن منها والغير معلن ،سواء كانت بمحض إرادته أي لأسباب صحية وهوحسب علمنا كان طريح الفراش منذ حوالي شهر،أو بدافع لقراءته وشعوره بمحاولات تعجيزه وشل مجهوداته ، لكن القراءات على إختلافها تقود في نهاية المطاف إلى النتيجة ذاتها وهو العودة إلى المربع الأول.
أولا، لن تنته القضية الصحراوية بإستقالة موظف أممي من مهامه بصرف النظر عن مبررات تلك الإستقالة ،لانها قضية شعب يخوض ثورة أجيال يقينها الدائم وشعارها الثابت : الإستقلال اليوم أو غدا و أن بدمائها الطاهرة تعبد الطريق والدروب للنصر والتحرير وبالتالي تلك هي القضية الأساسية الوحيدة الوحيدة التي يمكن أن ترسم إحداثيات تطورات قضيتنا وإتجاهاتها و مألاتها سواء كانت في إتجاه المساعي الدولية لإحلال السلام النهائي بالصحراء الغربية أو التصعيد والعودة إالى الحرب .
ثانيا أكيد أنه بعد الاستقالة كما هو الحال قبلها ، يفتح الحديث عن خطط الإحتلال وحلفائه تجاه قضية شعبنا «شهية» الكثيرين على استنتاجات لا تقف عند حدود اليوم بل من زمان غايتها التأثير على معنويات شعبنا،مخطئون في تقدير الأمور، يراهنون اليوم على واقعنا الداخلي وعلى هذا الجمود والفراق الحاصل وعلى ما ستؤول له الأمور والأوضاع ببلاد الحليف علهم يحاولون تمرير مقاربات تستهدف مشروعنا الوطني المتمثل في الحرية والإستقلال .
ثالثا وأخيرا ،علينا ان نقتع كصحراويين ان العامل الخارجي هو عامل مساعد فقط ، لان الرهان الحقيقي والحاسم هو سواعد الصحراويين وعناصرالقوة العديدة المتوفرة لديهم والتوفيق في توظيفها وإستغلالها،نعم نحن الصحراويين فقط من يفشل كل خططهم بصمودنا ووعينا ووحدتنا وإستنفار قدراتنا ،نعم نحن الصحراويين وليس غيرنا من يفسد مخططاتهم بحتمية تجميع طاقاتنا وإستنفار قدراتنا من أجل ترميم ما هدم وما تدمر وما تضرربعد وقف إطلاق النار،هي فرصة يجب إستغلالها بعيدا عن رواسب ما مضى.
أخيرا إن إنتظار تعين ممثل جديد ومباشرته لمهامه والانطلاق في مساعي جديدة وزيارات وعقد لقاءات مباشرة أوغير مباشرة ، ربما كان ينفع في وقت مضى، لكنه لم يعد كذلك، وإنّ ما كان مسكوتاً عنه من ممارسات للنظام المغربي بات مستحيلاً،فبين ما سجلته الأمم المتحدة في مساعيها لتصفية الإستعمار من الصحراء الغربية ،وما يسجل عليها من تثاوب و تسامح وتعايش مع المناورات المغربية مقابل النية الصادقة للصحراويين ،يبدو أن المسار وصل إلى اللحظة التي يحتاج فيها إلى الحسم ،حيث بات من الصعوبة بمكان الجمع بين الماَلين ودوام الحال من المحال
.