ماذا تعني استقالة “المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة الى الصحراء الغربية” هورست كوهلر “
بقلم حمدي حمودي
يبدو أن الامين العام للامم المتحدة يبحث عن اطالة للاحتلال هو ومن رشحه اصلا للامانة العامة للامم المتحدة، “نادي مدريد” الذي يسيطر عليه كونزالس الاسباني المتطرف في دعم الاحتلال المغربي للصحراء الغربية والذي قال عنه الراحل “البخاري احمد” انني لا أفهم “كونزالس”؟ في اشارة اللبيب في انه غير من قناعاته في لمح البصرفمن يساري مع قضايا التحرر الى برجوازي في اتجاه الملكية المتعفنة في الرباط .
الامين العام للامم المتحدة الذي فاق فوزه التوقعات حيث نافسته عدة نساء انذاك وكان من البديهي ان يكون النصيب لاحداهن لان فرصة المراة في قيادة العالم كان لديها كثير من الدعم والتأييد العالمي،غير ان “أنطونيو غوتوريس” حصل على “الصفقة” بكل سهولة وحصد مباركة الدول العظمى، وكان الامر واضحا حيث انه من البديهي ان يكون قد حصل على ذلك نتيجة عقد صفقات وتنفيذ اجندات الدول العظمى، وعلى رأسها فرنسا حيث انه اوروبيا ودولته البرتغال محسوبة على القبة الفرنسية.
“غوتوريس” لم نكن نتوقع منه الكثير في الدفع بقضية الصحراء الغربية كانت بداياته تنبئ بنهاياته حيث بدأت ملامحها في مطالبته الفورية بانسحاب القوات الصحراوية من “الكركرات” حينما سحب المغرب بشكل فجائي قواته من الشريط العازل(امر ابرم بليل) كي يضع المبرر والحجة للامين العام الجديد كي يصطدم مع جبهة البوليساريو ولكن تلك الدبلوماسية المحنكة لشعبنا استطاعت ان تجد مخرجا ملائما للاحتكاك بل فتحت الباب ايضا الى حل شامل للملف دون اختصاره في تكتيك “رقبة القنينة” منفذ الكركرات.
“أنطونيو غوتوريس” يفهم واقع القضية الصحراوية واللجوء الذي كان تقلد منصب مرموق في تسييره وزار مخيمات العزة والكرامة، وهو لا يحتاج دروسا في حق الشعوب في تقرير المصير والاستقلال، ولا السبيل الى ذلك، ولا الطرق الكفيلة بتطبيقه، فهو من مهندسي تقرير مصير “شعب تيمورالشرقية” وخاضت بلاده ببسالة المرافعة عن ذلك الشعب وتخطت كل الحواجز والعراقيل بسلام حتى نال شعب تيمور الشرقية استقلاله.
الدعاوي الصحية رغم وجاهتها والعمر المتقدم للسيد “الرئيس الالماني السابق كولر”، “المبرر الجاهز” غير انني اعتقد ان الذي امرض “كولر” وزاد من ضغوطه هو الاحباط الذي وجده في المؤامرة المتعددة الاطراف على شعبنا، والتلاعب بمصيره في كواليس مجلس الظلم ذاك، وهو الذي دفع “بيكر” للاستسلام و”روس” الى الاستقالة قبل الاقالة.
الطريق مسدود امام القضية الصحراوية في كواليس مجلس الامن في توفير حل عادل واطالة الطريق هو الحل المتفق عليه.
وكما عبر عنه المحفوظ على بيبا رحمه الله، ان الحل بيد الشعب الصحراوي فقط وله القدرة على ذلك ويجب ان نعمل جميعا الى بث روح جديدة بعيدة عن الثلاجة الاممية، روح تعيد الثورة من جديد وتفرض نفسها في حسم الصراع بالاتفات الى تنظيم قدرات شعبنا وتقوية جيشنا والاتفات الى القوة الحقيقية التعليم ثم التعليم ثم التعليم واستغلال وتنظيم الطاقات المتعلمة وتجميعها وتصنيفها واشراكها في تقوية الذات وايجاد انسان صحراوي نوعي متميز يعترف العالم به ويفرح به الصديق ويفقد العدو معنوياته وخططه واساليبه ويسد عليه افق احتلالنا.
اننا نواجه عدوا هشا ضعيفا منهك القوى يعاني داخليا وخارجيا وتركيبته لم تعد مرغوبة لشعبه فما بالك لاحد آخر والديون تغرقه والفوارق الاجتماعية والثورات و الاحتجاجات تجتاحه والعالم يتغير من حوله وهو على ديدنة تعميق الفساد وتجارة المخدرات والتهريب والمؤامرات والشعب المغربي يعاني الامرين من التفقير والتجهيل والظلم البين.
ان تقوية الذات واللحمة هي الحل وليس الى امناء عامون يبحثون فقط عن تزكية وتنفيذ اجندة دولهم والدول العظمى بعد ذلك، ونتوقع ان لم ننفض عنا الغبار فسيبقى الحل في الامم المتحدة وليس في يد الشعب الصحراوي.