الدبلوماسية المغربية تصاب بالهلع
محمد فاضل محمد سالم
بعد خرجته غير الموفقة الأسبوع الماضي، الوزير المغربي للحكم الذاتي السي بوريطة يُقْدِم على نَطٍ جديد يعكس مدى الهسيريا و الإرتباك التي تعتلي الرجل الذي قزم الدبلوماسية المغربية و جعلها لعبة أطفال سِيان عندهم الكذب و مَذمته و الصدق و فضيلته.
إذ أنه بمجرد أن إنتهي من روايته-الأضحوكة حول مبدأ تقريرالمصير التي كانت استهزاءً بالعقل المغربي و تضليلا له، بمفاهيم مغلوطة و تأويلات زائفة للقرار الأممي رقم 2440 بخصوص الصحراء الغربية، حتى سارع السي بوريطة في محاولة يائسة منه للتخفيف من الضربة الموجعة التي وجهتها دول “الصادك” في قمتها المخصصة للتضامن مع القضية الصحراوية للدبلوماسية المغربية، وذلك بتنظيم مهزلة و كرنفال في مراكش، سماه اجتماعا لوزراء خارجية الدول الأفريقية تزامنا مع قمة بلدان مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية وهو الإجتماع الذي إقتصر فقط على حضور وزراء خارجية كل من جزر القمر وجيبوتي و بطبيعة الحال السنغال و الغابون القاطنين أصلا في المغرب ماعدى ذلك هم سفراء و موظفين في السفارات الأفريقية بالرباط.
إنها المهزلة بعينها و الضحك على ذقون المغاربة بإيهامهم بإنجاز مزعوم و في منتهى السرعة لخارجية بلدهم، بحيث في أقل من أسبوعين و القول للسي بوريطة تمكنت وزارته المظفرة من جمع وزراء خارجية حوالي 40 دولة إفريقية، بإستثناء طبعا عمالقة إفريقيا: جمهورية مصر العربية و جمهورية نيجريا الإتحادية و الجزائر وجنوب افريقيا والشقيقة موريتانيا التي أعرَضَت عن المشاركة في هذه المسرحية المراكشية، ليحضروا جميعهم حفل غذاء دسم في مراكش مع الإقامة في أفخر الفنادقة و تذاكر السفر مدفوعة الثمن طبعا من جيوب المغاربة، وليخرج الإجتماع بتصريح في غاية من الأهمية على لسان وزير الحكم الذاتي المغربي ناصر بوريطة يؤكد “بأن نزاع الصحراء الغربية تشرف عليه الأمم المتحدة ويتابعه مجلس الأمن الدولي” ، إنه إكتشاف جديد يحق للسي بوريطة أن يفتخر به و يضيفه الى رصيد إكتشافه السابق لمفهوم تقرير المصير!
إن الدبلوماسية المغربية أصيبت بالفعل، بالهلع من مؤتمر جنوب أفريقيا الذي تجاوز الدعوة الى مساندة كفاح الشعب الصحراوي الى البحث في خلق آليات عملية لمسايرة هذا الكفاح و تقديم كل الدعم التي تحتاجه الجمهورية الصحراوية و مرافقتها حتى الأستقلال التام وفرض سيادتها على ترابها الوطني، فمن غير المعقول ان يبقى جزء من أراضي دولة إفريقية مستعمر من طرف دولة افريقية أخرى، تجلس بيننا في الإتحاد الأفريقي يؤكد مؤتمر بريتوريا.
إن التضامن الذي أسقط نظام الميز العنصري الهمجي في جنوب أفريقيا سيساهم بكل قوة في طرد الإحتلال من الصحراء الغربية يؤكد الرئيس الجنوب أفريقي السيد “سيريل رامافوسا” في كلمته أمس أمام رؤساء الدول والحكومات المشاركة في مؤتمر التضامن مع الشعب الصحراوي. ذلكم الإصرار و تلك الإرادة الإفريقية هي التي فاجأت الدبلوماسية المغربية و أربكت حساباتها مما دفعها الى رسم ديكور من الرايات الإفريقية المزركشة الألوان في إحدى القاعات بمراكش سمته مؤتمرا، لتحفظ بها ماء الوجه أمام الصدمة المؤلمة التي تلقتها من دول “الصادك”.
إن المغرب رغم الأموال الطائلة التي يُسخرها في شراء الذمم على المستوى الدولي و خاصة على المستوى الأفريقي لم تُفده في شيء و لم تحد من تنامي الدعم والمساندة للقضية الصحراوية التي ستجعل منها افريقيا قضيتها الأولى الشيء الذي يخيف الرباط و يرهبها.
إن مهزلة مراكش لم تفاجئنا يقول السيد ” كَويد مانتاس” رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم في جنوب افريقيا، “فالمغرب يستغل ثروات الصحراء الغربية لإرشاء الأشخاص و الدول و هذا شاهدناه عند محاولته الدخول كدولة جديدة الى الإتحاد الأفريقي”. فإلى متى يبقى المخزن يستغبي المغاربة و يبذر القليل المتبقي من اموالهم في مسرحيات دنكوشوطية الشيء الذي لن تزيد المغاربة الا دمارا و خرابا؟