الاخبارحصاد الاخبار
الجالية الصحراوية بالعاصمة الفرنسية باريس تحتغل بذكرى اعلان الدولة الصحراوية وسط حضور مكثف لشخصيات سياسية ومتضامنين
عالي ابراهيم محمد – باريس
شهدت العاصمة الفرنسية باريس تنظيم حفل كبير بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لإعلان الجمهورية، التي نظمتها جمعية الصحراويين بفرنسا في ضاحية ليميرو الباريسية.
تخليد الحدث الذي حضرته شخصيات سياسية ومتضامنون وأفراد الجالية، تميز بإلقاء كلمات وخطب وإحياء حفل فني بهيج.
ممثل الجبهة الشعبية في فرنسا الأخ ابي بشراي البشير في كلمته بالمناسبة أبرز بأن إعلان جبهة البوليساريو عن تأسيس الجمهورية الصحراوية في 27 فبراير 1976، جاء لملئ الفراغ القانوني الذي تركته إدارة الإحتلال الإسباني عند إنسحابها من الصحراء الغربية دون إجراء إستفتاء للشعب الصحراوي صاحب السيادة على الإقليم وموارده الطبيعية.
وتطرق الدبلوماسي الصحراوي في ذات السياق إلى المكاسب الدبلوماسية والسياسية التي حققتها الجمهورية الصحراوية منذ إعلانها، والتي أهمها عضويتها داخل منظمة الإتحاد الإفريقي والمكانة التي صنعتها لنفسها بين بلدان القارة بما فيهم دولة الإحتلال المغربي، والتي يعد تواجدها داخل المؤسسة القارية إعترافاً ضمنياً بالدولة الصحراوية في خطوة أولى نحو الإعتراف العملي والرسمي.
كما عرج الأخ أبي بشرايا على النتائج التي حققتها الدولة الصحراوية على المستوى الداخلي، وتقديم نموذج للعالم وللشعب الصحراوي، للدولة التي بنتها في المنفى إلى حين الوصول الى الهدف النهائي والمركزي وهو بسط سيادة الجمهورية الصحراوية على كامل أراضيها، مبرزا التفوق في مستوى التعليم والصحة وغيرها من المجالات المتعلقة بالمواطنين وحقوقهم، وكذا الجانب الأمني والعسكري من أجل حماية مواطنيها ولضمان الأمن والإستقرار بالمنطقة الواقعة تحت مسؤوليتها.
وأشار المسؤول الصحراوي، إلى أن الشعب الصحراوي وهو يخلد الذكرى ال43 لإعلان الدولة، تدخل قضيته العادلة والمصيرية منعطف هاماً، خاصة عقب قرار مجلس الامن الأخير رقم 2440، الذي دعا طرفي النزاع الى الدخول في مفاوضات مباشرة، وما يشكله ذلك من إسقاط أوتوماتيكي لشروط المملكة المغربية في رفض التفاوض مع جبهة البوليساريو.
مضيفا في ذات السياق إلى “أن قرار مجلس الأمن وإصراره التجديد لستة أشهر بدل سنة، مع ربط مسألة التجديد البعثة مرتبط بتقدم في مسار المفاوضات”، هو تعبير واضح وصريح عن رفضه القاطع إستمرار النزاع وبقاء الوضع كما هو عليه إلى ما لا نهاية.
وعن الدور الأمريكي في النزاع، أكد السفير الصحراوي، أن زيارة وفد عن الكونغرس الأمريكي الأسبوع الماضي إلى المخيمات ولقاء رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة الأخ إبراهيم غالي، تحمل رسائل مبطنة كافية للرد على المحاولات المغربية التموقع في السياسة الدولية، وربط جبهة البوليساريو بالإرهاب والتطرف، خاصة بعد قضية الگرگرات التي أثبت هشاشة إتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين جبهة البوليساريو والمملكة المغرب في العام 1991.
كما جدد، إستعداد الشعب الصحراوي وجبهة البوليساريو طي صفحة الماضي تطلعاً لمستقبل إيجابي ومثمر للعلاقة بين البلدين والشعبين، مذكرا فرنسا بأن مصالحها الحقيقية توجد مع الشعب الصحراوي وبلده الغني بالثروات الطبيعية وبالتالي فإن إستراتيجيتها السليمة تجاه المنطقة توجد فقط في إطار مغرب عربي آمن ومستقر على أساس الحل الشرعي والديمقراطي لنزاع الصحراء الغربية عبر إستفتاء تقرير المصير.
وإختتم ممثل الجبهة بفرنسا كلمته، بالإشادة بالدور الهام الذي تقوم به الجالية الصحراوية في فرنسا، وتفاعلها الدائم والمستمر مع كل التطورات التي تشهدها القضية الصحراوية، مشدداً على أهمية المرحلة والضرورة مواكبة الشعب الصحراوي للديناميكية الجديدة بالرفع من مستوى النضال، والإلتفاف حول الممثل الشرعي والوحيد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب (البوليساريو).
من جانبه جدد رئيس جمعية الصحراويين بفرنسا الاخ مبارك الرنة، بإسم الجالية الصحراوية بالقطر الفرنسي -جدد- العهد مع الكفاح الوطني وإكمال مسيرة التحرير الصحراوية الى النهاية، أي إنتزاع حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والإستقلال الوطني.
رئيس جمعية الصحراويين بفرنسا، وفي كلمة إفتتاحية للإحتفالات المخلدة للذكرى ال43 لإعلان الجمهورية الصحراوية، رحب بالحضور من سلطات للبلدية وسفراء وأصدقاء الشعب الصحراوي، كما إستحضر في هذه الحدث الوطني، النضالات والتضحيات التي قدمتها مختلف أجيال الجالية الصحراوية في كل مراحل الكفاح الوطني، والتي يشكل حدث اليوم جزءً منها وكل الأنشطة التي تقوم بها تعبيرا على التواجد الدائم في مقدمة الصفوف.
هذا، وطالب الأخ مبارك الرنة، من فرنسا الرسمية والرأي العام، بإتخاذ مواقف أكثر موضوعية في نزاع الصحراء الغربية، تعكس المبادئ التي تأسست عليها الجمهورية، بالوقوف إلى جانب الحق والقانون، والإنتصار للشرعية والقانون الدوليين، وإرادة الشعوب.
كما أشاد في الختام، بالتجربة الإستثنائية للجمهورية الصحراوية التي تشكل عامل شرف وعزة للشعب الصحراوي عامة وبشكل خاص للجالية الصحراوية، مشدداً على الأهمية البالغة في الإلتحام وتظافر الجهود للتماشي ومسايرة الديناميكية الجديدة والتطورات التي تشهدها قضيتنا الوطنية.