الضمير الصحراوي والآخر؟!
عبدالواحد محمد
هي الضمير والوطن الصحراء الغربية التي جسدت كثيرا من ملامح وصور النضال المتعددة في الشكل والجوهر من أجل نيل حريتها واستقلالها المشروع عبر مقاومة عقل ودماء ومفاوضات واتفاقيات دولية وإقليمية وغير ذلك من الأعراف التي مزجت الحلم بالحقيقة والاغتراب برسالة وطن؟!
وللمرأة الصحراوية دور محوري في إذكاء روح الثورة في وطنها بكل ما تملكه من عطاء وجهد ونضال وشباب وثقة بالنفس منذ أن تفتحت عينيها علي الصراع الدائر على أرض وطنها الصحراوي من قبل الجار المغربي الذي لا يعترف بحقوق وطنها في الاستقلال وما نتج عن ذلك من تصعيد مسلح منذ عام 1973م من القرن الفائت وما ترتب على ذلك من وعود دولية بالكف عن التصعيد المسلح وبدأ رحلة من السلام والمفاوضات وفق اتفاقيات الأمم المتحددة بعد خمسة عشر عام من رفع سلاح الكلاشنكوف واستبداله بكل رايات السلام من أجل دحر دماء بريئة والعيش في سلام وهو من اولويات ميثاق الأمم المتحدة وحق تقرير المصير بل وعملها الذي تبلور في تلك الكلمات على ألسنة حكامها منذ القدم ومنهم الرئيس الأمريكي ودرو ويلسن الذي حرص في إحدى خطبه المؤيدة لتقرير المصير منذ القرن السابع عشر قائلا (والعالم يحاول بكل السبل حماية الشعوب والأوطان الضعيفة!).
لكن هيهات من تلك الكلمات التي لا وجود لها على الأرض اليوم في ظل الأوضاع المغربية التي تنال من حرية الشعب الصحراوي وكان لكاتب تلك السطور عبدالواحد محمد لقاء استمر أكثر من ساعتين مع السيدة فاطمة المهدي أمينة المرأة الصحراوية مؤخرا أثناء زيارتها للقاهرة وتحدثت بكل عفوية عن ما آلت إليه الأوضاع الصحراوية على يد المغرب وكذلك عدم اعتراف الدول العربية بالوطن الصحرواي وبالتالي عدم الإنضمام إلى جامعة الدول العربية رغم اعتراف أكثر من ثمانين دولة أفريقية بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ومنهما الجزائر وموريتانيا؟
وعدم السماح لها كصحراوية بالدخول إلي الدول العربية بجواز سفرها الصحراوي لذا هي تستخدم جواز سفرها الاسباني في التنقل من بلد إلى بلد عربي وما يؤدي ذلك إلي شعور دائم بالنضال والإرادة الحرة في تصحيح المسار يوم قريب لكونهم اصحاب حق مشروع في الأرض والوطن امام تعسف المملكة المغربية وجورها علي ابناء الصحراء ثم تحدثت عن بنات جنسها في الصحراء الغربية بفخر عندما قالت أن نسبة الأمية تنخفض بشكل ملحوظ والمرأة الصحراوية صاحبة نضال طويل مع الرجل من أجل حق بلادها المشروع في الحرية والسيدة فاطمة المهدي عضو في جبهة البوليساريو وقالت بنبرة متفائلة لقد وجهت السياسة الامريكية منذ ايام قلائل صفعة من العيار الثقيل للنظام السياسي المغربي والذي كان مسعاه الدائم صرف النظر عن القضية الصحراوية بمخطط اسمه “الحكم الذاتي”؟
والذي بموجبه تأسست (منظمة المينورسو) التي تعد صوت الحق في مواجهة الباطل المغربي وقد تجاهل مؤخرا السيد جوناثان كوهين خلال انعقاد احدى جلسات الامن الاشادة بما يسمي مشروع “الحكم الذاتي”؟؟
وفي هذا إذكاء للحق الصحراوي المشروع ورفض صريح لما يسعي له المغرب بمخطط ماكر اسمه “الحكم الذاتي”!
لتؤكد السيدة فاطمة المهدي أن رسالتها هي رسالة كل صحراوي في العمل المشروع من أجل استقلال وطنها بكل السبل المشروعة المتمثلة في منظمات البوليساريو وغيرهما من المنظمات الداعمة للحق الصحرواي ومن رحم القضية الصحراوية استوقفني لقاء للإعلامي الصحراوي المعروف البشير محمد الحسن والذي يعيش في اسبانيا مع احدي الفضائيات العربية ورؤيتة حول بعض القضايا الكتالونية والفساد الراهن من قبل بعض زعماء الفصائل الكتالونية واسقاط تهم السجن بمدد طويلة عنهم مؤخرا ومحاكمتهم في قضايا فساد عادلة وفق القانون ليصبح للصوت الصحرواي في اسبانيا وخارج اسبانيا القوة في الاشارة إلى الكثير من القضايا التي تهم المواطن اينما كان في اوربا أو خارج أوربا!
لكن تحتل القضية الصحراوية عبر ضمير إنساني الكثير من الرغبة الصادقة في حل اشكاليات النزاع بين المغرب والصحراء الغربية من خلال تمديد عمل (منظمة المينورسو) حاليا ومراقبة وقف اطلاق النار بين الصحراء الغربية والمغرب من خلال اجتماع ديسمبر القادم 2018م في خطوات عملية وصريحة من أجل تصحيح المسار واعادة الحق الصحراوي لأهله وايضا تمديد بعثة عمل الأمم المتحدة وعمل استفتاء بالصحراء الغربية لمدة ستة اشهر ودون شروط مسبقة والتحذير كل التحذير من خرق وقف اطلاق النار في الكركرات المحررة وفق آليات مختلفة في الشكل والجوهر وتأكيدا على أهمية الدور الصحراوي في رسم سياساته الاستراتيجية التي تمنح اصحاب الصحراء الغربية حقهم في الاستقلال واقامة دولتهم التي حباها الله بثروات معدنية لا تعد ولا تحصى وقد ترأس الأخ المجاهد ابراهيم غالي رئيس الجمهورية اجتماعا لمجس الوزاء يوم 28 اكتوبر الماضي وفتح ملفات عدة مع وزراءه ومدى الحرص على العمل ليل نهار من أجل الحفاظ علي الثروة المعدنية للشعب الصحرواي ووقف كل سبل السلب والنهب من الجانب المغربي ودعم كل ابناء الصحراء الغربية في مناحي سبل التقدم العلمي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي الخ في الداخل الصحراوي والخارج الصحراوي برؤية تتفق مع حاضر ومستقبل الإنسان الصحراوي!
ومن رحم الصحراء الغربية يكتب ضميرها الحر كل يوم الكثير والكثير من رسائل وطن لا يعرف نوم لكونه في جهاد دائم من أجل الحرية!
عبدالواحد محمد
كاتب وروائي عربي