الحلقة المفقودة في الحل؟
الأستاذ حمدي حمودي
من شدة وهج الطريق من شدة النور تعودنا، من وضوح الآثار لم نعد نحس ببدايات الطريق، كل يوم يرحل رجل ولا نحس بانه كان نجما الا حينما يرتقي مصباحا متوهجا معلقا في السماء.
كل يوم ترحل امرأة وتترك اثرا لا يندمل في جبين الوطن غائرا وعميقا وعلى نفس الطريق على نفس الدرب سائرون على الطين في ارض جرداء، والفوسفات خيراتنا تسمّن البقر النيوزلندي وتحول اسبانيا الى ملكة الزيتون في العالم بدخل سنوي يصل الى الستة مليارات اورو، ويقدم ماريانو الراخوي رئيس الحكومة الاسبانية السابق وهو يفتخر ما يقل عن نصف اورو هبة وصدقة مقابل سرقات حكومته وملكه، الى اللاجئ الصحراوي!!!
متى نغسل يدينا من الصدقات التي يقدمها اللصوص الذين يسرقوننا؟
تريد تلك العصابة التي تآمرت مع السفاح الحسن الثاني المتصهين، عصابة السياسيين الفرنسيين والاسبان والامريكيين، وليس الشعب الاسباني ولا الشعب الفرنسي ولا الامريكي، انه أمثال غونزاليس البرجوازي اليساري الذي يعيش آخر أيامه وهو يقول متى نضع جدارا بيننا وبين الصحراويين، إنه وأمثاله من الطبقة التي تحاول الآن تكسير الاتحاد الأوروبي من خلال تدجين مؤسساته بلي أعناق قوانينها من أجل حماية استثماراتها الضخمة في المغرب انها الطبقات السياسية المافيوية التي تعمل على إلصاق العار الذي تعيش به وتقتات عليه بكل اوروبا.
إن من المهام الرئيسية على الاعلام الصحراوي هو التفريق بين الشعوب الاوروبية التي تقف الى جانبنا وأخص بالذكر الشعب الاسباني، وبعض البورجوازيين والساسة المرتشين الذين يبيعون ليس مصلحة الشعب الاسباني ومستقبله المرتبط بشعبنا ماضيه وحاضره ومستقبله بل اوروبا من اجل حماية مصالحهم الضيقة مع المغرب واملاكهم الخاصة، ان مصير المنطقة والجهد الكبير الذي يبذله مجلس الامن يقابل من طرفهم بالعكس تماما حيث يسعون الى زيادة توريط دولهم في نهب خيرات الصحراء الغربية من خلال محاولة الابقاء على الامر الواقع وبالتالي يصيدون في الماء العكر واي اتجاه للحل سوف يقومون بمقاومته.
ونلاحظ في خضم الصراع بين الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية في افريقيا مثلا أو على مستوى الامم المتحدة، حيث يقل تأثيرهم الأشخاص والمجموعات أمام وضوح القانون الدولي وشرعيته، تتجه الامور الى الوضوح في الحل ويجد المغرب نفسه منكسرا امام واقع الحال في القانون الدولي الذي يقر بوضوح أن الشعب الصحراوي يجب ان يقرر مصيره، ولكن كلما اقتربت الامور من منطقة فرنسا واسبانيا وبالتالي رجال الاعمال الذين يختبؤون وراء السياسة الذين لديهم يد كبرى في نهب الخيرات الصحراوية يجد المغرب التسهيلات والممرات الخفية والمسالك الآمنة.
ان هذه الحلقة الموجودة في الصراع قديمة وجديده يجب ان تكشف بوضوح لأنها شبكة، خبيثة تعمل تحت إمرة اشخاص مؤثرين ربما قد تكشف املاكهم وارتباطهم يوما ما بالمغرب الذي يقدم لهم الرشاوى على شكل هدايا فيلات في طنجة وغيرها.
انهم من في يده المعول الآن لكسر وتهشيم وجه الاتحاد الاوروبي، وهم من عمل ولا يزال على ابقاء هاجس الضغط الوهمي الثلاثي قائما، المعروف بالبعبع كونترول -المخدرات-الهجرة السرية-الضربات الارهابية-وربما هم من يأمر المغرب بإخراج الورق في الوقت المناسب…
انهم الحلقة المفقودة في الصراع والشيطان الذي يلبس قبعة الاختفاء ولكن أليست آثاره تدل عليه بينة واضحة.
إن كشف املاك هؤلاء بالمغرب وغيره وتسليط الضوء من طرف الصحافة والاعلام الصحراوي يعتبر أمر بالغ الاهمية في معركتنا من اجل استقلالنا وحريتنا وتعتبر هذه العصابة أحد اسلحة العدو الفتاكة.
إن اعتماد رابطة الإعلاميين الصحراويين في أوروبا ، ييسر إضافة الى كل ما يقع على عاتق كل منتسب لها من مسؤولية إيصال صوت الشعب الصحراوي وهمومه ومعاناته كشف المجموعات والأشخاص الذين يعملون على كسر شوكة التأييد المتعاظمة في أوساط الشعوب الاسبانية لقضيتنا، وإظهار جوانب وحواف خفية في الصراع مع الاحتلال المغربي وخاصة تشابك المصالح المادية الضيقة للأشخاص مع التوجه العام للشعب الاسباني الذي يعد من اكثر الشعوب وقوفا مع شعبنا في كل مكان في حريته واستقلاله والذي يظل يطرح السؤال العميق لم يظل الساسة في السلطة يعملون عكس إرادة شعبهم ؟ الذي لا شك ان تلك المجموعات التي تحدثنا عنها وراء تلك المفارقة.