الامريكان هم من قلص عهدة المينورصو الى ستة اشهر وقلصوا تمويلها بنسبة 55بالمائة
موقع الرابطة/ السيد حمدي يحظيه
خفايا جلسة الإحاطة الماضية لمجلس الأمن حول الصحراء الغربية لم تمر بهدوء وبطريقة عادية مثلما مرت الجلسات السابقة التي كانت تُخصص لتصويت ميكانيكي على تمديد مهمة بعثة المينورصو لسنة كاملة او تصويت على تمويلها أو حث على المفاوضات بلغة غير جدية، وهو كان المغرب مرتاحا له دائما، وكان كل ذلك يمر تحت مراقبة وكولسة فرنسا التي كانت هي المتحكمة في سير جلسات مجلس الأمن الخاصة بالصحراء الغربية. بالنسبة للجلسة العادية التي حدثت في ابريل الماضي 2018 م يبدو أن الوضع تغير بعض الشيء: فرض الامريكان تقليص مهمة بعثة المينورصو من سنة إلى ستة اشهر، وحدث خفض معتبر- أكثر من النصف – لتمويلها في حالة لا تقوم بواجبها في الشهور الستة المتبقية- الى غاية اكتوبر-.
في الحقيقة كان هناك من الصحراويين من يعتقد أن روسيا هي التي كانت وراء تقليص عهدة المينورصو الى ستة اشهر، وهو ما ذهبت اليه بعض التصريحات وبعص المواقع، لكن الحقيقة ان ضغط الامريكان بتقليص الدعم- ليس حبا في الصحراويين- هو الذي جعل المأمورية تصبح ستة اشهر، ويتم ربطها بإجراء مفاوضات قبل نهاية اكتوبر بين الطرفين الصحراوي والمغربي.
جلسة الإحاطة التي تمت في نهاية جويلية الماضي 2018م كانت فقط من أجل إشعار مجلس الأمن- في الحقيقة الولايات المتحدة- أنه لم يحصل تقدم في المساعي الخاصة بالمفاوضات. غضب الامريكان كثيرا في الجلسة، وأصروا على ان يحدث تقدم- مفاوضات- في المهلة المتبقية قبل نهاية اكتوبر القادم- المهلة المحددة لمأمورية المينورصو. غضب الامريكان قابله ابتزاز فرنسي لصالح المغرب. فممثل فرنسا بدأ يتباكى ويحذر من عواقب تقليص مهمة المينورصو أو سحبها على الأمن في المنطقة، وقال أن انسحاب المينورصو ستعقبه الفوضى العسكرية فقط، ووجه السؤال التالي إلى نظيرته الامريكية قائلا:” ما الهدف من دفاعكم عن تقليص مهمة المينورصو إلى ستة اشهر بدل عام دون مراعاة وضع المنطقة الحساس والمحيط الاقليمي؟. إجابة ممثلة الولايات المتحدة في المجلس كانت حاسمة:” تقليص مهمة المينورصو الى ستة اشهر يعود إلى جمود غير مبرر في عملها السياسي طيلة السنوات الأخيرة، وتمويلها لم يعد مقنعا.”
جواب ممثل فرنسا في مجلس الأمن طغى عليه الابتزاز حيث قال:” ان تقليص بعثة المينورصو إلى ستة اشهر سيزعزع الأمن في المنطقة، كما يمكن أن يغير الوضع الأمني في المنطقة.”
لكن الولايات المتحدة لم تأبه بتبريرات الممثل الفرنسي وأصرت على أنه يجب أن يحصل تقدم في العلمية السياسية خلال الفترة المتبقية.
هذا الإصرار الامريكي على عدم دعم المينورصو ماليا وتقليص مواردها المالية الى 45 بالمائة هو الذي جعل المبعوث الشخصي للأمين العام، كوهلر، يسارع الزمن في محاولة لتنظيم جولة جديدة من المفاوضات، لكن على ما يبدو يحاول المغرب إفراغها من محتواها بإصراره على أن تشارك فيها الجزائر وهو المستحيل بعينه.