الولايات المتحدة الأمريكية ترفض الوضع الراهن للقضية الصحراوية وتحث على متابعة الجهود المبذولة من أجل إطلاق مفاوضات حقيقية
صعدت الولايات المتحدة الأمريكية من لهجتها إزاء الوضع في الصحراء الغربية اذ يسعى المغرب منذ سنوات لاستغلال تواجد الأمم المتحدة لفرض أمر واقع الاحتلال بالصحراء الغربية. وأكد نائب مندوبة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة السيد” رودني هنتر” خلال جلسة لمجلس الامن الدولي حول “صون السلام والأمن الدوليين الوساطة وتسوية المنازعات”، ان الولايات المتحدة تمنح الأولوية للضغط من أجل إحراز تقدم سياسي في أماكن ظلت مدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن لسنوات كقضية الصحراء الغربية. وابرز الدبلوماسي الأمريكي لدينا بعثات لحفظ السلام تنتشر على أرض الواقع منذ عقود من الزمن. ومن الناحية النظرية، فإن هذه البعثات تدعم الحلول السياسية، ولكن في واقع الأمر، فإنها تعمل على إدامة الوضع الراهن. إن الولايات المتحدة –يقول الدبلوماسي الأمريكي- تعود للحديث عن بعثات حفظ السلام القديمة المتواجدة بالصحراء الغربية وقبرص وتطرح أسئلة صعبة عما نحققه. ونواصل ممارسة ضغوط جديدة لمعرفة ما إن كانت الأطراف تعمل مع الأمم المتحدة على إحراز تقدم سياسي، وإذا لم تكن كذلك، فإننا سنُقيم ما تقوم به تلك البعثات. وأيا كان الأمر، فإننا لا نخدم الوسطاء في شيء حينما نسمح للوضع الراهن بأن يكون غاية في حد ذاته. للإشارة من المقرر ان يناقش مجلس الأمن الدولي نتائج الاستعراض المستقل الذي أعده فريق أممي حول بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية. وتتضمن المراجعة المستقلة والشاملة لعمل المينورسو منذ تأسيسها سنة 1991، توصيات واستنتاجات ستساهم الى جانب المقترحات التي سيقدمها المبعوث الشخصي للامين العام الى الصحراء الغربية ” هورست كوهلر” في النقاش الذي سيجري حول تجديد عهدة المينورسو نهاية أكتوبر . وتأتي المراجعة التي تقدم بناء على طلب من الولايات المتحدة الأمريكية بعد تراجع خطير لدور المينورسو وعجزها عن ممارسة مهامها التي تأسست من اجلها وفي مقدمتها تنظيم استفتاء لتقرير المصير بالصحراء الغربية. وتريد الولايات المتحدة بعث الروح من جديد في مهمة المينورسو وضمان ان لا تتحول مع مرور الوقت الى أداة لاستمرار الوضع القائم غير المقبول، وهي إشارة قوية توجه إلى النظام المغربي ، الذي استغل خلال السنوات الماضية تساهل مجلس الأمن للعبث بالمهمة الأممية ومنعها من القيام بدورها. وتحرص الولايات المتحدة حاليا على متابعة الجهود التي تبذل سواء على مستوى تقوية بعثة المينورسو وتمكينها من دورها الحقيقي او على المستوى السياسي بتسريع الجهود لإطلاق مفاوضات حقيقية حول الصحراء الغربية قبل شهر أكتوبر المقبل.
نقلا عن موقع الضمير