العار العربي
الخوديج عبد الجليل
حين تُهان الانسانية ويُداس على الاحاسيس البشرية، وحين تُسترخص الدماء العربية تُصبح النخوة خارج شرعنة القوانين والاعراف والمثل والقيم العربية والكرامة تنتهي عند الحدود الجغرافية للبلدان دون سابق إنذار ، هكذا هو حال العرب اليوم للأسف ، يُقتلون بدم بارد والروح رخيصة بخيسة والضمائر نائمة بل ميت ، الشخصية منعدمة والهوية معدومة ، اشلاء الابرياء واجسادهم المتناثرة واجسامهم الملطخة بالدماء والتراب والممتزجة ببقايا المساكن من طين وخشب وحديد مغروس في اجسامهم يمينا شمالا كالسهام الموجهة قصدا وإن كان ذلك هو المقصود مع سبق الاسرار والترصد، اشلاء متطايرة هنا وهناك لطفولة منحورة وبراءة مقتولة ونساء وشيوخ تعفنت تحت الدمار حتى لاتكاد تتعرف عليهم بين دخان الحطام ولهيب النيران والعرب ساهون في تقبيل الايادي بل الاحذية القذرة ، مشاهد لم تستطع استنفار همم العرب ولا استنهاض ضمائرهم ولا إقاظ نخوتهم ولا استجماع وحدتهم ولا توحيد كلمتهم ، هي الحياة الدنيئة إذن أو المؤامرة الخبيثة وفي الحالتين إهانة للعرب والروح البشرية البريئة التي لاذنب لها بما اقترفوه المفسدين، هي فلسطين والصحراء الغربية وسوريا واليمن وليبيا والقائمة لا الحصر ، عناوين بارزة للصمت والتعتيم والتجاهل والتخاذل العربي ، هي اللعنة التي حلت على العرب نتيجة الولاء للعدو والخوف منه والطمع فيه ، هي ماكنة الخيانة العربية التي سحقت الحق وازهقت الارواح بالآلاف وابادت النفوس بالمئات ودمرت المباني والمعالم والحضارات .
ماعادت صور الموت والدمار والتشرد والاعتقال ظلما تثير فينا شيئا، ماعاد الدم العربي غالي ، ماعدت النخوة العربية موجودة ، ماعاد التضامن والتكافل العربي يعنينا وغابت شمس الحق منذ سنينا.
نحن العرب اللا عرب اقوياء فقط على بعضنا، محترفون في التخلي عن بعضنا وكلٌ يستعرض عضلاته على الآخر من سياسية ثم جتماعية فقانونية واقتصادية سكتنا ثم نمنا فمتنا “وماتت قلوب الناس ماتت فيها النخوة يمكن نسينا فيوم ان العرب إخوة”.
تبدّد العدل والامن والسلام والاستقرار في الوطن العربي وتخطى حدود الثورة وإن كانت الى مؤامرة غربية تدار كواليسها في اروقة المكر والانتقام الغربي كنتاج طبيعي للصناعة الاوروبية الموجهة الى العنصر العربي الغافل بطبعه، الغبي بتفكيره والساذج في تعاطيه مع الاحداث والوقائع التي تضرب العمق العربي والاصالة العربية والحضارة العربية كمخزون وموروث كان بمكان ان يكون الحاصن لأمجاد ومكاسب العرب ، الحاضن لكل العوائق والاشكالات والشاهد على فتح عموريّة والمعتصم وغيرها من الفتوحات العربية التي كانت وقتها تضع العربي في خانة البطل الذي يحسب له ألف حساب.
تهنا وتاهت احلامنا وانقطع الامل في بناء سرح عربي موحد واضمحلت كل الخطط والمخططات في ذلك فلا امن ولا امان مادامت فلسطين الابية تَموت ، لا استقرار ولاسلام مادام الشعب الصحراوي مشرد ومهجر منذ عقود يعاني الامرين ومن ورائه باقي الدول العربية الجريحة الدامية ونحن نحن من ساهم في اشعال نار الفتنة والتفرقة بيننا للأسف هي وصمة عار على جبين العروبة ووصفة دواء للغرب المريض بحب إبادة العرب والمسلمين ، وتبقى القضية الصحراوية الاستثناء في الوطن العربي والعالم اجمع امام الصمت الرهيب والتعتيم الاعلامي الخطير الذي يطالها من قبل الانظمة العربية المتعفنة كونها في مواجهة مباشرة مع احتلال عربي مسلم وجار تراعاه الدول الاوروبية كما ترعى مصالحها فيه من سياسية واقتصادية وحتى اجتماعية ليتقاطع الجميع اخيرا في مصب واحد وهدف واحد وغاية واحدة ويتفقوا على ان يجب على العرب ان لايتفقوا ، شعار تعيسٌ جُسِّد جملة وتفصيلا حتى من العرب انفسهم في مشهد لتمام وكمال ومنتهى الطاعة والولاء للغرب ، فياااااااااللعار .