التاسع من يونيو محطة لاستحضار ذكرى الشهداء وتجديد العهد على صيانة أمانتهم
يخلد الشعب الصحراوي اليوم السبت في كافة تواجداته الذكرى الثانية والاربعين ليوم الشهداء المصادفة للتاسع يونيو تاريخ استشهاد مفجر الثورة الشهيد الولي مصطفى السيد ورفاقه في ساحة المعركة سنة 1976 ، وهي مناسبة تستدعي منا التوقف عند تضحيات شعبنا عبر مسيرته النضالية بكافة أشكالها وتجديد العهد والثبات عليه ورفع وتيرة المقاومة والإصرار على انتزاع النصر..
في 9 يونيو من كل سنة نستحضر ذكرى الشهداء وعلى رأسهم الرجل القائد والزعيم الذي استشهد وهو في ريعان شبابه بعد أن وضع أسس الدولة الصحراوية في ظرف زمني قصير ، وتميزت شخصيته القيادية بصفات قلما اجتمعت في زعيم تاريخي ، في مجالات مختلفة عسكرية، دبلوماسية ، سياسية , ثقافية ، اعلامية وقدرة على استشراف المستقبل بأدق تفاصيله. وهذه الصفات كلها يطل من رائها الرجل البسيط والمتواضع الذي سخر حياته لخدمة الجماهير.
تمر اليوم إثنان وأربعون سنة على استشهاد الولي مصطفى السيد الذي حدد ملامح الدولة الصحراوية المستقبلية ومنابع قوة الشعب الصحراوي خلال لقاءه بالأطر حيث ركز على نقاط جوهرية معتبرا إياها منابع قوة للشعب الصحراوي” شعب منظم، ملتحم، قادر، محترم في حدود وطنه “.
في هذا اليوم يستذكر الشعب الصحراوي الشهيد الولي الرمز والشهداء الذين ارتقوا إلى العلا في كافة مراحل الثورة المظفرة في ميدان المعارك وفي سجون الإحتلال، و اولئك الذين قضوا وهم يؤدون واجبهم الوطني في ميادين وأماكن مختلفة.
إن الشعب الصحراوي الذي قدم قوافل الشهداء وعلى رأسهم مفجر الثورة الصحراوية الشهيد الولي مصطفى السيد ، يتطلع في يوم الشهداء إلى مزيد من تعزيز الوحدة الوطنية و التشبث بثوابت الإجماع الوطني حول القضية المصيرية والالتفاف حول قيادته الوطنية ، فالسير على النهج الذي رسمه الشهداء يمثل قمة الوفاء لدماء هؤلاء الأبطال، وهذه الدماء الطاهرة تحثنا في كل وقت للبقاء على العهد والتصدي لكل محاولات العدو التي تستهدف النيل من وحدتنا والقضاء علينا.
تمر إثنان وأربعون سنة على استشهاد الولي وقائمة الشهداء ستظل مفتوحة ، وفي كل مرة يبتلى الشعب الصحراوي فيها بمحنة ، يخرج منها أكثر قوة ومنعة وحصانة بمواجهة المؤامرات ورفع التحدي حتى تحقيق الحرية الاستقلال.
إن سيرة الشهداء ستظل نبراسا يضيء طريق الجماهير نحو تحقيق الانعتاق ، وهي ما فتئت تسير على هذا النهج وترسم طريق النصر بالتضحيات والصمود في مخيمات اللجوء وفي المناطق المحتلة وفي كل تواجدات الصحراويين..
بفضل تضحيات الشهداء استطاع الصحراويون اقامة دولتهم التي تعترف بها أكثر من ثمانين دولة ,وهي عضو مؤسس للاتحاد الافريقي ، والحقت الهزائم تلو الهزائم بالاحتلال المغربي وافشلت رهاناته وحساباته التي تروم القضاء على الصحراويين وبات معزولا ومتقوقعا في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي بسبب احتلاله اللاشرعي للصحراء الغربية وعدم احترام حق شعبها في الحرية وتقرير المصير.
ان ذكرى يوم الشهداء تعطينا حافزا للمضي قدما في طريق النضال والثورة على مبادئ الشهداء وعلى رأسهم القائد الرمز ومنظر الفكر الثوري الشهيد الولي والزعيم محمد عبد العزيز .
فلنتذكر شهداءنا ونحتفي بهم ، ونعاهدهم على الاستمرار في مسيرة النضال والحفاظ على الوحدة الوطنية حتى يتحقق الهدف الذي سقطوا من أجله ، المتمثل في حرية كل الصحراويين واقامة دولتهم المستقلة على كامل التراب الوطني.