مقالات
“جمع الشمل” ..
عبداتي لبات الرشيد
في هذه الغرفة بجناح العناية المركزة بعيادة “مايو كلينيك ” بمينيسوتا الامريكية قضى الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز اخر آيامه..
تلقى الراحل العلاج هنا بالظبط وتوفي في نفس المكان يوم 31/05/2016 ..
ويقول أحد الدكاترة الاربعة الذين أشرفوا على علاجه وهو الدكتور أحمد محمد علي دكتور علوم الصحة والطب علم الأورام ان الرئيس الراحل كان يردد كلمة معينة كلما إستفاق من غيبوبته وهذه الكلمة هي “جمع الشمل” ويؤكد الدكتور أنه لم يكن يدرك ماذا كان يقصد الراحل بالظبط ..
وكان د.أحمد محمد علي قد تحدث إلي في وقت سابق مبديا إعجابه بشخصية الرئيس قائلا ان عيادة “مايو كلينيك” قد إستقبلت مشاهير من عالم السياسة والفن والمال والأعمال والرياضة للعلاج من مرض السلطان ولكنه لم يسبق له ان إلتقى شخصا بمثل إيمان وصبر وقوة الشهيد محمد عبد العزيز .. ويقول الدكتور ان الشهيد الراحل كان مهموما بمعاناة شعبه وكان رجلا داعيا للسلم يأمل في ان تجد قضية شعبه حلا سلميا يضمن للشعب الصحراوي حقه في الحرية والاستقلال ..
وفي إتصال لي بشخص عرف الشهيد محمد عبد العزيز عن قرب للإستفسار عن كلمة “جمع الشمل” التي كان يكررها الراحل في أيامه الاخيرة كلما إستفاق من غيبوبته قال لي ان الرئيس الراحل كان أكبر همه هو ان يجمع الصحراويين ويوحدهم دائما وان يحرص على ذلك وانه ضحى بالكثير داخليا وخارجيا للحفاظ على وحدة الشعب الصحراوي وتماسكه وانه كان يأمل في ان تجد القضية الصحراوية طريقها الى الحل لتجتمع العائلات التي فرقها النزاع والتشرد وقسمها جدار عازل وان هذا الواقع الذي إختبره الرئيس نفسه الذي كان جل افراد عائلته وراء الجدار كان يعتبره جزءا مأساويا في تاريخ النزاع محملا المغرب في اكثر من خطاب مسجل له مسؤولية معاناة الصحراويين ..
ليختم المصدر الذي تحدثت إليه كلامه بالقول انه يعتقد انه لاشك ان أكثر شيء كان يفكر فيه الراحل ويشغل باله وهو على فراش المرض لن يكون إلا هم جمع الصحراويين ووحدتهم وان تستمر تلك الوحدة لانها هي سر القوة ووحدة الكلمة الى ان يلتم شملهم وان هذا هو اكثر شيء كان الشهيد حريصا عليه طوال مسيرته كقائد وكمناضل ..
ملاحظة .. الصورة هي للغرفة التي كان الرئيس الشهيد يتلقى فيها العلاج في أيامه الأخيرة ب”مايو كلينيك” بمينيسوتا الامريكية ولكن الشخص المريض الذي يظهر على الفراش ليس الراحل محمد عبد العزيز حسب الدكتور احمد محمد الذي نشر الصورة بمناسبة الذكرى الثانية لرحيل الرئيس المحبوب ..
ورحم الله الشهيد وكل الشهداء وجزاهم عنا خير الجزاء ..