الشهيد محمد عبد العزيز .. رجل الكاريزما القوية ..
عبداتي لبات الرشيد
إلتقيت الشهيد الراحل الرئيس محمد عبد العزيز ثلاث سنوات تقريبا قبل وفاته وسلمته مقالا يتناول شخصيته كتبه صحفي جزائري قدير تربطني به علاقة صداقة متينة، وهو إعلامي وكاتب مشهور جدا ومعروف في الجزائر والعالم العربي كأحد أبرز الكتاب الذين تنتشر مقالاتهم إنتشار النار في الهشيم ..
المهم سلمت الرئيس المقال وقلت له هذا لكاتب صحفي جزائري معروف لكنني وجدت ان الرئيس كان قد إطلع عليه سابقا .. أخذ الرئيس المقال بعد ان أخبرته بإعجاب الصحفي الجزائري بشخصيته وأبلغته سلامه الحار وقال لي أين تعرفه .. قلت له تربطني به صداقة وتعجبني كتاباته وهو أيضا معجب بالثورة الصحراوية وكفاح الصحراويين وبشخصيتكم سيدي الرئيس وقد أخبرني مرة بعد ان إطلع على شيء يشبه المقال كتبته بأنه لم يسبق له ان سمع بثورة فيها هذا القدر من حرية التعبير وأكد لي ان بلدنا المستقل سيكون مثالا ونموذجا ليس فقط في المنطقة بل في العالم لان حرية التعبير هي مقياس تقدم الشعوب وتطورها في عصرنا الحالي ..
اخبرت الرئيس انني كنت دائما اقول لصديقي الصحفي الجزائري ولأصدقاء آخرين في صحف جزائرية معروفة انه ورغم أننا مازلنا ثورة إلا ان هامش حرية التعبير كبير جدا وانهم كانو دائما يطلعون على ما اكتب من خربشات وهم معجبون جدا وفخورون بمستوى وحجم حرية الرأي في بلدنا .. ضحك الرئيس رحمه الله ثم قال لي بلغته البسيطة وهو يمسك برأسي من شعري .. انت أمفلس ثم أخذ يضرب بيده على كتفي ونحن نخرج من مكتبه ويقول إفكلي ولدي سلم لي على صديقنا الصحفي الجزائري كثيرا وعلى كل من تلتقي به من إخواننا الصحفيين وقل لهم مرحبا بهم بين أهلهم الصحراويين في أي وقت ..
كان محمد إنسانا رائعا .. يملك صدرا رحبا .. واسعا شاسعا .. وشخصيا إفتقدت الأب الذي كان يعرف عني كل شيء وعندما ألتقيه يتجاهل كل شيء ويبتسم او يلمح الى شيء ما بطريقة ذكية وأسلوب سلس ساحر ومحترم ..
لقد كان الراحل رجلا حكيما يمتلك كاريزما قوية عرف خصوصية الظرف والمجتمع وكان يعرف كيف يتكلم وكيف يتصرف وكيف يمرر رسائله لكل شخص حسب دوره وشخصيته رغم إختلاف الآراء لذلك كان من السهل ان تفهم إن كان سعيدا او حزينا بما تقول او تفعل دون ان يخبرك بذلك بأسلوب مباشر او مستفز ودون ان ينظر إليك نظرة غريبة او مريبة ..
فيا ربي رحمتك لذيك الروح ..