معلمي الفاضل
بنّة شداد
علمتُ ببالغ الحزن والأسى برحيل الكاتب المثقف، أحمد الشيعة.
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنّا لفراقك يا أحمد لمحزونون.
رحل معلمي الثائر الذي نثر السنين وارتحل بلا حقائب.
لقد علمني معلمي، أحمد الشيعة، الصدق والمجاهرة به والدفاع عنه.
علّمني كل شيء عن الثورة وأنها ستنتصر وأننا عائدون لا محالة لثراء الوطن وسيحتضننا جميعاً احياءاً و أموات.
معلمي، أحمد الشيعة، تعلّمت منه الصدق والوفاء وقيّم التضحية، وهي خِصال لقّنها معلمي لكل الاجيال التي مرت ذات زمنٍ عبر مدرسة 9 يونيو.
معلمي، أحمد الشيعة، شَقَّ لنفسه طريقاً سالكاً عبر دروب السياسة وإن اختلف فيه مع الرفاق دونما قطيعة، فكان الرجل المثقف يَعْرِف جيداً أنّ المسار في حاجةٍ إلى تصحيح، فألحّ على ضرورة الاستجابة لكل صوت ينحى هذا المنحى والتعاطي معه بحسٍ وطني لا غير.
معلمي، أحمد الشيعة، كتب وصنع أجيالاً هي مرتكز الثورة اليوم وفي كل المجالات.
معلمي، أحمد الشيعة، ظلّ وفياً لمبادئ الثورة وأهدافها لم يحيد فظلّ طوال حياته مستمسكاً بعروة النضال التي لا تنفصم.
معلمي، أحمد الشيعة، إنسان صادق المشاعر قوي الشكيمة، آثر الصمت والخروج عن الاضواء كي لا يشوش على الذين توهموا في لحظة من اللحظات أنهم الأوصياء على المشروع الوطني وأنهم أوصياء أيضاً على كل شيء.
رحمك الله يا معلمي الفاضل رحمة الأبرار.
وجزاك الله عن الاجيال التي علمتها ألف خير.
لن نقول لك وداعاً ولكن إلى لقاءٍ في جناتِ الرحمن إن شاء الله.