لاس بالماس تحتضن فعاليات دولية تخليدًا لليوم العالمي لحقوق الإنسان وتسليطًا للضوء على القضية الصحراوية
لاس بالماس تحتضن فعاليات دولية تخليدًا لليوم العالمي لحقوق الإنسان وتسليطًا للضوء على القضية الصحراوية
في إطار تخليد اليوم العالمي لحقوق الإنسان، المصادف للعاشر من ديسمبر من كل سنة، احتضنت مدينة لاس بالماس بجزيرة اگران كناريا سلسلة من الأنشطة والفعاليات التضامنية مع الشعب الصحراوي، وذلك خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 18 ديسمبر الجاري. وقد تمحورت هذه الفعاليات حول القضية الصحراوية، وانتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، والوضع الذي يعيشه الشعب الصحراوي منذ قرابة خمسين سنة من الكفاح ضد الاحتلال المغربي، ونضاله المتواصل من أجل الاستقلال والحرية.
وشملت الفعاليات عرض شريط وثائقي بعنوان “الصحراء الغربية: نظرات من جزر الكناري”، إلى جانب تقديم كتاب يحمل العنوان نفسه، من إعداد الكاتب ومخرج الشريط السيد إسيدورو سانتشس (Isidoro Sánchez)، بمساعدة السيدة ميلاگروس بريتو (Milagros Brito)، وهما من الشخصيات السياسية المعروفة وعضوان سابقان في البرلمان الكناري، إضافة إلى البرلمانين الإسباني والأوروبي. وقد احتضن هذا النشاط المقر الرسمي لمجلس اگران كناريا، بإشراف مستشار التضامن والتعاون الدولي بالمجلس، السيد كارميلو راميريث.
وفي السياق ذاته، تم تنظيم أيام تضامنية مع الشعب الصحراوي خلال الفترة من 16 إلى 18 ديسمبر بمقر مسرح بيريث گالدوس (Teatro Pérez Galdós)، أشرفت على تنظيمها مؤسسة الإنتاج السينمائي (Unahoramenos)، وذلك في إطار المسرحية المعنونة “سفينة الصحراء” التي سبق عرضها بالمكان ذاته.
وتضمنت الأيام التضامنية برنامجًا متنوعًا من الأنشطة، من أبرزها إجراء مقابلة هامة مع المناضلة والمدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان أمنتو حيدار، أجرتها معها الصحفية والكاتبة الصحراوية العاملة بالتلفزيون الإسباني ابابة حميدة. وقد استعرضت أمنتو حيدار خلال المقابلة معاناتها داخل السجون المغربية، وما تتعرض له من مضايقات ومتابعات يومية من طرف سلطات الاحتلال المغربي، إضافة إلى واقع انتهاكات حقوق الإنسان التي تطال المواطنين الصحراويين والنشطاء الحقوقيين في المدن المحتلة.
كما شملت الفعاليات عرضًا ونقاشًا للشريط الوثائقي (Disonancia) مع مخرجته راكيل لاروسا (Raquel Larrosa)، والذي تناول مشاركة النساء الصحراويات في عمليات نزع الألغام بالمناطق المحررة، تلك الألغام التي زرعها جيش الاحتلال المغربي.
أما اليوم الأخير من الأيام التضامنية، فقد خُصص لسلسلة من المقابلات والحوارات المتنوعة، شارك فيها عدد من المتضامنين المدافعين عن حق الشعب الصحراوي، إلى جانب مناضلات ومناضلين من الجالية الصحراوية بإسبانيا. وتناولت هذه اللقاءات مواضيع الثقافة الوطنية، والتضامن الدولي مع الشعب الصحراوي، ودور المرأة والشباب الصحراوي في الكفاح الوطني والتعريف بالقضية الصحراوية. وشارك في هذه المقابلات كل من مارية كاربون، مديرة مهرجان السينما في الصحراء (Fisahara)،وعضوة الحركة التضامنية الكنارية ليتيثيا ارنانديث، وسكينة اندياي، ونجوى آدوه، وتيبة شگاف، وسيدي الطالب بويا. واختُتمت الأيام التضامنية بأمسية ثقافية أحيتها الفنانة الصحراوية فديهة الشين، من خلال تقديم نماذج من الفلكلور الصحراوي الأصيل.
وشهدت مختلف هذه الأنشطة حضورًا لافتًا لأعضاء الجالية الصحراوية بجزيرة اگران كناريا، إلى جانب مشاركة ممثل الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، الأخ علي سالم سيدي الزين، ومساعده الأخ محمد سعيد، حيث كانت لهما مداخلات في عدد من الجلسات، تطرقا خلالها إلى آخر المستجدات والتطورات التي تعرفها القضية الصحراوية على المستويين الوطني والدولي.
لاسبالماس/كناريا 19/12/2025
