
جامعة لا لاغونا تحتضن ندوة تسلّط الضوء على تطورات القضية الصحراوية والسياق الدولي الراهن
تنيريفي/ كناريا
إحتضنت مساء أمس الجمعة جامعة لاغونا (Universidad de La Laguna) بجزيرة تنريفي الكنارية ندوة أكاديمية موسعة حول تطورات القضية الصحراوية، نظمها الأستاذ الدكتور خوسيه أبو تاربوش (Dr. José Abu Tarbush)، أستاذ علم إجتماع العلاقات الدولية، بشراكة مع نائبة رئيس الجامعة للعلاقات الدولية الدكتورة إينماكولادا غونسالث (Dra. Inmaculada González). وشارك في الندوة كل من الدكتور إيسايا بارينيادا (Dr. Isaías Barreñada)، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة كمبلوتنسي في مدريد (Universidad Complutense de Madrid)، والناشط أنسيلمو فارينيا (Anselmo Fariña)، عضو جمعية الصداقة الكنارية مع الشعب الصحراوي (Asociación Canaria de Amistad con el Pueblo Saharaui)، المعروف بدفاعه المتواصل عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
كما سجل اللقاء حضور رئيس جمعية التضامن ACAPS السيد ألبرتو نيغرين (Alberto Nigrín)، إضافة إلى عدد من أفراد الجالية الصحراوية المقيمة في الجزيرة ، ومجموعة من طلاب الجامعة، ما منح النشاط بعدا مجتمعيا وأكاديميا واسعا.
وتناول المحاضرون السياق الدولي الراهن للنزاع في الصحراء الغربية، خاصة في ضوء القرار الأممي الأخير الصادر عن مجلس الأمن، والذي أعاد التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وفقا لقرارات الأمم المتحدة. واعتبر المتدخلون أن القرار يكرس استمرار المجتمع الدولي في التعاطي مع الإقليم باعتباره قضية تصفية استعمار غير مكتملة، ويبرز أهمية الدور الذي يضطلع به المبعوث الأممي في تحريك المسار السياسي.
كما تطرق الدكتور بارينيادا إلى الحكم البارز الصادر عن محكمة العدل الأوروبية، والذي قضى باستثناء الأراضي والمياه الإقليمية للصحراء الغربية من الاتفاقيات التجارية والبحرية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، باعتبار أن الإقليم منفصل قانونيا عن المغرب ولا يخضع لسيادته. وأوضح أن هذا الحكم يشكل محطة قانونية أساسية تؤكد ضرورة الحصول على موافقة الشعب الصحراوي، عبر ممثله الشرعي جبهة البوليساريو ، قبل استغلال أي من ثرواته الطبيعية، وهو ما يعزز مكانة القضية داخل المؤسسات الأوروبية ويدعم جهود الحركة التضامنية في القارة.
هذا وشهدت الندوة تفاعلا من الحضور الذين طرحوا تساؤلات حول آفاق الحل السياسي، وانعكاسات التطورات القانونية الدولية على مواقف الدول الأوروبية، ودور المجتمع المدني في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الصحراوي.
في ختام اللقاء، شدد المشاركون على أهمية تعزيز البحث الأكاديمي ونشر الوعي بالقضية داخل الفضاء الجامعي بجزر الكناري، مؤكدين أن هذه الفعاليات تساهم في ترسيخ قيم العدالة وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وتعكس الاهتمام المتزايد في الأرخبيل بتطورات النزاع في الصحراء الغربية.



